لاشك أن صيام العشر من ذي الحجة وكل ما يتعلق به من أحكام وفضائل الأعمال هو مبحث الكثيرين الآن ، وقد هل علينا شهر ذي الحجة وهو من الأشهر الحروم ، كما أن أيامه العشر الأوائل لها فضل عظيم ، دلل عليه قسم الله تعالى بها في كتابه العزيز ، ومن ثم فهذا ما يبين أهمية معرفة كل أحكام صيام العشر من ذي الحجة خاصة وأننا نشهد أول أيامه في هذه اللحظة ، فاليوم الإثنين هو غرة شهر ذي الحجة، ويتساءل أولئك الذين يعرفون فضل صيام العشر من ذي الحجة ولم يبيتون النية من الليل هل ضاع الثواب أم لاتزال الفرصة قائمة ؟.
صيام العشر من ذي الحجة
استطلعت دار الإفتاء المصرية ، هلال شهر ذي الحجة الهجري 1444هـ، بعد غروب شمس أمس الأحد الموافق 29 من ذي القعدة لعام 1444هـ،و 18 من يونيه 2023م، وقد ثبت رؤية هلال ذي الحجة، وعليه فإن الأحد كان آخر أيام ذي القعدة اليوم الإثنين هو غرة ذي الحجة الموافق 19 يونيه ، ومن ثم فإن صيام العشر من ذي الحجة 2023 قد بدأ من أذان فجر اليوم الإثنين .
وينبغي التنويه بأن دار الإفتاء هي المنوط بها تحديد متى بداية الشهور العربية و ومن ثم العشر من ذي الحجة 2023 في مصر ، ودخول الشهر يثبت كغيره من الشهور العربية القمرية برؤية الهلال، ويُستطلع بغروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة الهجري، والذي وافق أمس الأحد الموافق 18 يونيو لعام 2023م، فمن خلالها فقط يتم التبين ما إذا كانت عدة ذي القعدة 29 يومًا أم 30 يومًا، حيث إن الاعتماد على الرؤية البصرية هو الأصل في الشرع، مع الاستئناس بالحساب الفلكي، فيؤخذ به في نفي إمكانية طلوع الهلال، ولا عبرة بدعوى الرؤية على خلافه، ولا يعتمد عليه في الإثبات أيضًا، حيث يؤخذ في إثبات طلوع الهلال بالرؤية البصرية عندما لا يمنعه الحساب الفلكي.
متى أنوي صيام العشر من ذي الحجة
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يشترط تبييت النية في صوم التطوع كالصيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وهذا مذهب جمهور العلماء.
وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «متى أنوي صيام العشر من ذي الحجة ؟ وما حكم تبييت النية في صوم التطوع؟»، أن نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة يمكن إنشاؤها حتى دخول وقت الظهر من يومها ما لم يكن قد أتى بمفسدات للصوم، وهذا شأن صيام النافلة بعامة.
وتابعت: بخلاف صيام الفريضة كصوم رمضان، الذي يجب أن تكون نيته مبيتة قبل الفجر سواء أكانت أداءً أي أثناء رمضان أم قضاءً أي من كان يقضي أيامًا أفطرها في رمضان، مستشهدة بما روي عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ» أخرجه مسلم في “صحيحه”.
فضل صيام العشر من ذي الحجة
فُضِّلت الأيّام العَشر من ذي الحِجّة على غيرها من أيّام السنة من عدّة وجوهٍ، وفيما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن فضل صيام العشر من ذي الحجة: ( ما العمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل يخرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)، وفي رواية أخرى عن هنيدة بن خالد الخزاعي عن حفصة رضي الله عنها قالت : (أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر وركعتين قبل الغداة) رواه النسائي وأحمد. ويشار إلى الشر هنا بـ فضل صيام العشر من ذي الحجة.
حكم صيام العشر من ذي الحجة
ورد أن صيام العشر من ذي الحجة نافلة وليس فرضًا مثل صيام شهر رمضان والأفضل لمن يريد صيام العشر من ذي الحجة أن يصوم من أول يوم في ذي الحجة إلى اليوم التاسع من ذي الحجة الذي يكون يوم وقفة عرفات ومن لم يصمها فلا إثم عليه، ويظهر فضل صيام العشر من ذي الحجة في القرآن من خلال فقد اسم الله- تعالى- بها في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).