أكد تقرير نشره موقع أوراسيا ديلي الروسي أن النتائج الحالية لـ”الهجوم المضاد” للقوات المسلحة الأوكرانية لم تنل استحسان الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما، مما يثير تساؤلات كثيرة حول جدوى تصعيد التوتر بالمنطقة.
وأوضح التقرير أن موقف بيلاروسيا يضطلع بدور مهم في الأزمة الحالية، وهي التي سبق ودعت خلال السنوات الماضية الناتو إلى التوقف عن مفاقمة الوضع والجلوس إلى طاولة المفاوضات. في المقابل؛ تعامل الناتو مع هذه النداءات بالتجاهل وأظهر استعداده لدفع لا فقط أوروبا ولكن العالم كله إلى شفا كارثة نووية، بحسب التقرير.
ويقول أوراسيا ديلي إنه وفقا للبيانات الأخيرة الصادرة عن دول الناتو، بات واضحا عدم استعداد واشنطن وبروكسل ولندن لتهدئة التوتر في أوروبا الشرقية. علاوة على ذلك؛ تدفع إخفاقات نظام كييف الحلفاء الغربيين إلى اعتماد خطط متطرفة تجاه روسيا وبيلاروسيا.
بولندا
وأوضح التقرير أن بولندا ترغب أكثر من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في شن حرب واسعة النطاق ضد بيلاروسيا وروسيا، وقد لجأت إلى الناتو ملتمسة إقامة قواعد خلفية على حدودها الشرقية بينما تجهز هي بنفسها نقاطا عسكرية مماثلة.
كما أعلن الجيش البولندي في منتصف يونيو/حزيران عن إنشاء قاعدتين تبعد الأولى عن الحدود البيلاروسية مسافة 70 كيلومترا، والثانية 110 كيلومترات، وتخزن هناك ذخيرة ومعدات عسكرية.
وأورد التقرير أن بولندا ودول البلطيق يُعتبران الساحة الرئيسية للتدريبات العسكرية لحلف شمال الأطلسي المنظمة مؤخرًا وسيناريوهاتها بعيدة كل البعد عن كونها دفاعية.
فبعد انتهاء مناورات “أناكوندا” التي أجريت داخل الأراضي البولندية بين 23 و26 مايو/أيار الماضي، أجرى جيش الناتو أكبر مناورات جوية في التاريخ في ألمانيا وجمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا. كما يشارك في مناورات “إير ديفندر 23” -والتي تستمر حتى 23 من الشهر الجاري- حوالي 250 طائرة عسكرية نصفها من الولايات المتحدة، و10 آلاف جندي.
وقد خصصت لإظهار “وحدة وقوة حلف شمال الأطلسي في مواجهة التهديدات المحتملة ولا سيما القادمة من روسيا”، وسيتم إجراء حوالي ألفي طلعة جوية خلال هذه التدريبات.
إضافة إلى ذلك -يتابع التقرير- تمثل بولندا اليوم ساحة التدريب الرئيسية للمقاتلين الأوكرانيين و”التشكيلات المتطوعة” من المرتزقة من مختلف البلدان، بما في ذلك بيلاروسيا.
الناتو
وبيّن تقرير أوراسيا ديلي أنه بالنظر إلى فشل الهجوم المضاد الأوكراني وفي حالة عدم اتخاذ موسكو ومينسك موقفا صارما تجاه التطورات الحاصلة في المنطقة، فمن المرجح دخول قوات الناتو إلى أوكرانيا.
وفي حال لم يحقق المقاتلون الأوكرانيون، في المستقبل المنظور، نتائج من شأنها قلب الموازين في “الهجوم المضاد”، من المحتمل أن يطرح زيلينسكي فكرة تأسيس اتحاد بولندي أوكراني جديد تدخل بموجبه القوات الأجنبية في أوكرانيا.
وأفاد التقرير بأن الإجراءات النشطة من قبل الناتو وبولندا على وجه الخصوص، والتي تشكل تهديدًا مباشرا لأمن بيلاروسيا تقض مضجع موسكو ومينسك، التي تدرك أن ظهور جيش الناتو في أوكرانيا، حتى تحت ستار اللواء المشترك مجرد بداية محاولة لغزو البلاد.
لذلك، أكدت سلطات مينسك في الأشهر الأخيرة للأوكرانيين والبولنديين وجميع ممثلي الغرب أن هذا التطور في الوضع يهدد بعواقب وخيمة لا تقتصر فقط عليهم، بل تمس جميع دول العالم.