قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاومة الفلسطينية في جنين (شمال الضفة الغربية) “قدمت جوابا واضحا على تهديدات العدو المستمرة للضفة”، وذلك بعدما سحب جيش الاحتلال قواته بعد العملية التي نفذها أمس الاثنين وأصيب فيها 8 من جنود وأعطبت عدد من آليات.
وشهدت الضفة الغربية أمس الاثنين لأول مرة منذ 20 عاما لجوء قوات الاحتلال إلى سلاح الجو في اقتحامها لمخيم جنين.
وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن “على الاحتلال أن يحسب ألف حساب للمقاومة في جنين لأي حماقة يفكر في ارتكابها”.
وذكر العاروري بتحذير وجهته حماس إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو من أن المساس بالمسجد الأقصى هو “لعب بالنار وأن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة سيواصلون الدفاع عن الأقصى مهما بلغت التضحيات”.
وكانت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- قالت أمس الاثنين إنها تمكنت من إيقاع قوة إسرائيلية في مخيم جنين في كمين محكم، وأمطرتها بوابل من العبوات المتفجرة وتلته زخات كثيفة من الرصاص.
بدورها، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس (الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي) إن عناصرها اشتبكوا مع قوات خاصة للاحتلال تم اكتشافها في منطقة الجابريات في المخيم.
ونشرت كتيبة جنين مقطع فيديو لما قالت إنه لحظة تفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية إسرائيلية أثناء اقتحام المخيم، وقالت الكتيبة إن العبوة من نوع “التامر” أعطبت المركبة وقتلت وأصابت من بداخلها.
كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي جيشَ الاحتلال من أن اللجوء إلى الغارات الجوية سيدفع المقاومين إلى استخدام وسائل ستفاجئه، وفق تعبيرها.
خسائر إسرائيل
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 7 آليات عسكرية مصفحة أُعطبت خلال عملية جنين، في حين أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإصابة مروحية تابعة له بإطلاق نار خلال مشاركتها في العملية التي بدأت صباح أمس الاثنين واستمرت ساعات.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت -في وقت سابق الاثنين- إن الجنود الإسرائيليين أصيبوا في كمين لمسلحين فلسطينيين في جنين، وإن بعضهم في حالة خطرة، في حين ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن جميع الجنود المصابين من جنود حرس الحدود وجروحهم بين طفيفة ومتوسطة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه سيواصل العمل بمنحى هجومي لمكافحة الإرهاب، على حد وصفه. وأضاف غالانت خلال افتتاح الجناح الإسرائيلي العسكري في معرض باريس للطيران أنه سيمنح قادة الجيش الإسرائيلي الدعم الكامل لمواصلة مهمتهم في المحافظة على حياة الإسرائيليين، وفق تعبيره.
فيما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن الوقت قد حان لشن عملية واسعة شمالي الضفة الغربية وإدخال القوات الجوية والمدرعة، وإنه سيطلب عقد اجتماع طارئ للمجلس الأمني والسياسي المصغر.
ردود فعل
وبعد مقتل الطفل الفلسطيني أحمد صقر (15 عاما) خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين أمس الاثنين، حثت القنصلية البريطانية في القدس إسرائيل على إجراء تحقيق سريع وشامل.
وأوضحت القنصلية البريطانية في القدس إن أكثر من 20 طفلا في الضفة الغربية لقوا حتفهم على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال هذا العام.
والطفل أحمد صقر كان من بين الشهداء الخمسة الذين قضوا خلال اقتحام قوات الاحتلال أمس الاثنين للمخيم، والذي أسفر أيضا عن إصابة 91 فلسطينيا بجروح وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن التصعيد في جنين ينذر بإدخال المنطقة في أزمة وصفها بالقاتلة، وأضاف أن الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش أكد مرارا وتكرارا على الالتزام بالقانون الدولي. وأشار المتحدث الأممي إلى أن هناك تواصل مع جميع الشركاء بشأن ما يمكن عمله للتأكد من أن إسرائيل تفي بالتزاماتها.
وقد أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء الأحداث الأخيرة في جنين، والتي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، وقال الاتحاد، في بيان، إنه يجب أن تكون العمليات العسكرية متناسبة، ومتوافقة مع القانون الدولي الإنساني.
بيت لحم
واستشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في بلدة حوسان غربي بيت لحم جنوبي الضفة، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب زكريا الزعول (20 عاما) أصيب بالرصاص الحي في الرأس أطلقته قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال البلدة.
وقد حاول شبان البلدة، عبر إلقاء الحجارة، التصدي لقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز.
كما أصيب شابان فلسطينيان بجروح وصفت بين الخطيرة والمتوسطة عقب إطلاق جنود الاحتلال النار عليهما وهما داخل مركبة في قرية نزلة الشيخ زيد جنوب غرب جنين.
وقال عدد من شهود العيان إن الشابين وهما من قرية يعبد فوجئا بقوة راجلة لقوات الاحتلال تطلق النار عليهما، بينما زعمت مصادر إسرائيلية أن الشابين حاولا دهس جنود فتم إطلاق النار عليهما.