في مثل هذا اليوم ، الموافق 20 يونيو 1969، توفي واحد من أعلام التلاوة في العالم الإسلامي وهو الشيخ محمد صديق المنشاوي “مقرئ الجمهورية” أو “الصوت الباكي” كما يطلقون عليه لما يحمله صوته من نبرة حزينة.
وللشيخ المنشاوي تسجيلان كاملان للقرآن الكريم مرتلا ومجودا، وله أيضا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا.
ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج، وأتم حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، واعتمد في إذاعة القرآن الكريم في عام 1953، ليبدأ رحلة تسجيل القرآن الكريم للإذاعة المصرية، وسافر بعد ذلك إلى العديد من الدول، بدعوات من رؤساء تلك الدول، كما حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية من سوريا، وغيرها من الأوسمة والهدايا التى منحها له ملوك وزعماء الدول حول العالم.
محاولة قتل الشيخ المنشاوي
تعرض الشيخ محمد صديق المنشاوي للعديد من المواقف خلال رحلاته وجولاته أبرزها محاولة أحد الأشخاص قتله خلال استغلال دعوته إلى العشاء بعد إحدى سهراته والتي كان يتلوا فيها القرأن، وكان أوصى ذلك الشخص الطباخ بأن يضع له السم في الطعام ولكن الطباخ أخبر الشيخ وطلب منه ألا يفشي سره ونجى الله الشيخ من تلك المحاولة.
الشيخ المنشاوي والرئيس جمال عبد الناصر
يُروى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يحب صوت المنشاوي، وطلبه للقراءة في مأتم والده بالإسكندرية، وبعد انتهاء العزاء دعا عبد الناصر الشيخ للمبيت في الغرفة المجاورة، وفي الصباح دعاه لترتيل آيات من الذكر الحكيم، ويقال إنه طلب بعدها من المسؤولين بالإذاعة تسجيل القرآن الكريم كاملا مرتلا بصوت المنشاوي، وهو التسجيل الذي طاف العالم ويتداوله حتى الآن الصغار والكبار.
كما سجل المنشاوي القرآن الكريم مجوّدا أيضا، وله قراءة مشتركة مع الشيخين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي للمصحف برواية الدوري عن أبي عمرو، فضلا عن مئات القراءات في الحفلات والمناسبات المختلفة كما قرأ المنشاوي لاحقا في معظم الدول العربية والإسلامية، حيث قرأ في المسجد الأقصى في القدس الشريف، وفي الكويت وليبيا والجزائر والعراق والسعودية وبريطانيا، وفي سوريا التي منحته وسام الاستحقاق، كما منحته إندونيسيا أحد أرفع أوسمتها.