اتبع الحذاء بالحذاء وانتقلت عدوى الأزمات المزمنة للعاصمة السودانية الخرطوم قبل حرب 15 أبريل جنوبا إلى مدينة مدني مركز ولاية الجزيرة وسط السودان ومحنة هؤلاء ومعاناتهم. الهروب من جحيم الحرب يلقي الضوء بقوة على معاناة المواطنين هناك.
وبدا المدني خلال الأيام الماضية شبيهاً بالعاصمة الخرطوم من حيث أزمة الازدحام المروري في شوارع وسط المدينة خاصة في ساعات الذروة وأحياناً تمتد إلى الليل. كما أعادت صفوف السيارات المصطفة أمام محطات التزود بالوقود إلى الأذهان مشاهد مستنسخة من أزمات مزمنة في الخرطوم قبل اندلاع الحرب.
وفي السياق ذاته ، ازدادت معاناة سكان مدينة مدني مع خدمة الكهرباء والماء ، حيث تشهد المدينة أزمة حادة في إمدادات الكهرباء والمياه في ظل الصيف الحارق ، وازدادت المعاناة بعد ذلك. على أكتاف المدينة بعد أن تحولت إلى وجهة رئيسية لأعداد هائلة من الناس الفارين من جحيم الحرب المستعرة. ولم تتوقف معاناة أحد المدنيين عند هذه النقطة ، حيث انتشرت أزمة غاز الطهي الحادة ، حيث تجاوز سعر أسطوانة غاز واحدة في السوق السوداء 25 ألف جنيه سوداني ، أي ما يعادل حوالي 50 دولارًا أمريكيًا.
وفي السياق ، اعترفت الجهات الرسمية في الجزيرة بوجود أزمة مرورية خانقة ، وبدأت في اقتراح حلول مؤقتة ، منها فتح مسارات جديدة ، وتحويل بعض الطرق لتصبح باتجاه واحد ، وصيانة طرق أخرى. وعزت سلطات الدولة تفاقم الأزمة إلى استقبال المدينة لأعداد كبيرة من الوافدين إلى الدولة.
تعد مدني من أهم مدن وسط السودان ، وتبعد 181 كم جنوب الخرطوم ، وتعتبر من أكبر المدن المجاورة للعاصمة.