من قلب العاصمة الفرنسية باريس ينقل مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان صورة حية لفعاليات نوعية تعكس غضبا متصاعدا واستنكارا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقبل لحظات من انطلاق المسيرة المقررة للمطالبة بوقف الحرب على غزة يصف بوزيان كيف تجمهر المتظاهرون أمام محطة قطارات رئيسية تمثل نقطة التقاء مركزية للقادمين من شرق فرنسا، وكيف كانوا ينتظرون وصول مجموعة من النشطاء المضربين عن الطعام الذين آثروا التضحية بصحتهم تضامنا مع الشعب الفلسطيني المحاصر.
“هؤلاء وصلوا من ستراسبورغ” يقول بوزيان “وبعضهم في حالة صحية خطيرة”، وهي كلمات ترسم صورة مؤثرة لأشخاص نحيلين منهكين، لكنهم مصممون على إيصال صوتهم.
ويروي كيف أن أحدهم أخبره أنه فقد 17 كيلوغراما خلال 20 يوما من الإضراب، لكن ذلك لم يثنه عن المشاركة في المسيرة محمولا على كرسي متحرك بسبب وضعه الصحي المتدهور.
ووسط الحشود ترفرف الأعلام الفلسطينية، وتصدح حناجر المتظاهرين بشعارات تدعو إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة ومحاكمة قادة دولة الاحتلال، في حين يتردد صدى هذه الهتافات ناقلة رسالة واضحة “كفى، لم نعد قادرين على رؤية هذه المشاهد”.
أسباب الزخم
وفي رده على سؤال المذيعة عن العوامل التي تحافظ على زخم هذه المظاهرات، قال بوزيان “المشاهد التي تصل من غزة عبر أهم القنوات الدولية والعربية، وتحديدا من الجزيرة، تلك المشاهد من القتل والإبادة”.
ويوضح كيف أن الصور المروعة للقتل والدمار في غزة والأخبار التي تتحدث عن تزويد أميركا إسرائيل بالأسلحة والقنابل تغذي روح التظاهر وتدفع الناس للنزول إلى الشوارع.
ويختم بوزيان مداخلته الميدانية بقوله “هذه المآسي اليومية تكاد تكون طعامهم وغذاءهم ونومهم اليومي”.
وفي وقت سابق اليوم السبت، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 51 ألفا و157 شهيدا و116 ألفا و724 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفادت الوزارة في بيان صحفي نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم أن “عدد الشهداء والمصابين منذ 18 مارس/آذار الماضي بلغ 1783 شهيدا و4683 مصابا”.
وأضافت “نُقل إلى مستشفيات قطاع غزة 92 شهيدا و219 مصابا خلال الـ48 ساعة الماضية”، مشيرة إلى أنه “لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.
