23/4/2025–|آخر تحديث: 23/4/202502:18 م (توقيت مكة)
قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم أجمع وليس دول الجوار فقط، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في العاصمة دمشق بأن دولا إقليمية وأوروبية تهتم باستقرار سوريا الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وصرح الشرع بأن تركيا وروسيا لديهما وجود عسكري في سوريا وأن حكومته تتفاوض حاليا معهما بشأن ذلك، وألمح إلى إمكانية تقديم كليهما دعما عسكريا لحكومته، مؤكدا أنه تم إبلاغ جميع الأطراف أن الوجود العسكري في سوريا يجب أن يتوافق مع قوانين الدولة.
وأكد الرئيس السوري أن أي اتفاقيات جديدة يجب أن تضمن استقلال سوريا وأمنها، كما يجب ألا يشكل أي وجود أجنبي في سوريا تهديدا للدول الأخرى عبر أراضي سوريا.
وأشار الشرع إلى أن روسيا زودت الجيش السوري بالأسلحة على مدى عقود، وقدمت الدعم الفني لمحطات الطاقة السورية، وقال “لدينا اتفاقيات غذاء وطاقة مع روسيا منذ سنوات ويجب أخذ هذه المصالح السورية في الاعتبار”.
وفي يناير/كانون الثاني، وفي إطار المفاوضات مع الكرملين، طلبت الحكومة السورية تسليم بشار الأسد، الذي فر إلى روسيا مع انهيار نظامه. وقال الشرع إن الكرملين رفض هذا الطلب، في أول اعتراف علني منه بالرد الروسي.
رفع العقوبات
منذ تولي الشرع السلطة، خففت أوروبا والولايات المتحدة مؤقتا بعض العقوبات المفروضة على سوريا. لكن الرئيس السوري سيحتاج إلى تخفيف أكبر بكثير إذا أراد إعادة بناء اقتصاد البلاد المنهار، وفقا للصحيفة الأميركية.
وفي المقابلة دعا الشرع الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات عن سوريا بشكل دائم لأنها فُرضت “ردا على الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق الشعب”، مضيفا أن هذه العقوبات تعيق الحكومة السورية وقدرتها على تحريك الاقتصاد.
وفي الشهر الماضي، أدرج مسؤولون أميركيون 8 مطالب لرفع العقوبات، بما في ذلك تدمير مخازن الأسلحة الكيميائية والتعاون في جهود مكافحة الإرهاب، وفقًا لمسؤولين مطلعين على هذه القضية.
وبهذا الشأن قال الشرع إن بعض الشروط الأميركية بشأن رفع العقوبات “تحتاج إلى مناقشة أو تعديل”، رافضا الخوض في مزيد من التفاصيل.
المقاتلين الأجانب
من ناحية أخرى أشار الرئيس السوري في المقابلة إلى أن حكومته ستنظر في منح الجنسية السورية للمقاتلين الأجانب الذين عاشوا في البلاد لسنوات عديدة و”الذين وقفوا إلى جانب الثورة”.
ونظرا لأن هذا العرض قد يثير مخاوف الدول الغربية من أن تصبح سوريا ملاذا للمتطرفين، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الشرع سعى إلى تهدئة هذه المخاوف، متعهدا بمنع استخدام الأراضي السورية منطلقا لتهديد أي دولة أجنبية، وقال إن “سوريا التزمت منذ البداية بمنع استخدام أراضيها بما يهدد أي دولة أجنبية”.
كما أكد الشرع أن حكومته “ملتزمة بالحفاظ على السلام في منطقة الساحل وسنحاسب المسؤولين عن أعمال العنف”.
وعن الجيش السوري أكد الشرع أن “بضعة أشهر ليست كافية لبناء جيش لدولة بحجم سوريا”، كما أن سوريا لم تتلق بعد عروضا من دول لاستبدال أسلحتها التي معظمها من تصنيع روسي”.