دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي وزعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المستوطنين للتمسك بالبؤر الاستيطانية الجديدة التي أقاموها في الضفة الغربية، في وقت وصف فيه ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين بورغسدرف هجوم المستوطنين على الفلسطينيين بالعمل الإرهابي.
وجدد بن غفير -خلال زيارته بؤرة استيطانية جنوبي نابلس- مطلبه بضرورة القيام بما سماها عملية عسكرية واسعة بالضفة الغربية تتضمن إسقاط مبان كاملة وتصفية من وصفهم بالمخربين، حسب تعبيره.
ألمانيا تنسحب من بيان إدانة أميركي
من جهتها، سحبت ألمانيا دعمها للإعلان المشترك الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية، بدعم من 27 دولة، لإدانة عمل لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان الأممية التي تتناول الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن سبب التغيير المفاجئ في موقف برلين هو إعلان الحكومة الإسرائيلية -الأحد الماضي- بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ومنح صلاحيات بذلك الشأن لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
عمل إرهابي
وفي السياق، وصف سفين بورغسدرف ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين -في تصريح للجزيرة- هجوم المستوطنين على الفلسطينيين بالعمل الإرهابي.
وقال بورغسدرف إن المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وبُنيت على أراض فلسطينية. كما اعتبر أن الأسباب الجذرية للتصعيد في الضفة هي العنف والتوسع بدافع الاستيطان.
تنديد أوروبي
في الأثناء، ندد سفراء وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان ودول أميركا الجنوبية -اليوم الجمعة- بهجمات نفّذها مستوطنون على عدد من البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مطالبين إسرائيل بـ”منعها”.
جاء ذلك خلال زيارة أجراها السفراء -الذين بلغ عددهم نحو 20- لبلدة ترمسعيا (شمال مدينة رام الله وسط الضفة) التي تعرضت مؤخرا لهجمات عنيفة من المستوطنين.
دعما للفلسطينيين ومقاومتهم
وعلى صعيد متصل، شارك عشرات الأردنيين -اليوم الجمعة- في وقفة تنديدا بـ”الاعتداءات الإسرائيلية” على مدن بالضفة الغربية المحتلة، ودعما “للفلسطينيين ومقاومتهم”.
ورفع المشاركون لافتات كُتب على بعضها “لبيك يا أقصى” و”سيف القدس ما زال مشرعا في وجه العدو الصهيوني”.
كما ردد المشاركون هتافات، من بينها “بالروح بالدم نفديك يا جنين” و”صوت الثورة زَي النار والأقصى بلد الأحرار”.
والأربعاء الماضي، تعرضت ترمسعيا وبلدات أخرى، تقع بين مدينتي نابلس وجنين، لهجمات نفذها مئات المستوطنين أسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني وإصابة 12 آخرين بالرصاص، إضافة إلى حرق وتحطيم عشرات المنازل والسيارات.
وشهدت الضفة الغربية تصعيدا جديدا، بدأ الاثنين الماضي، مع اقتحام إسرائيلي لمخيم جنين أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 65 آخرين، إضافة إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين. تبعه مقتل 4 مستوطنين وإصابة مثلهم بجروح -منها جروح خطيرة- في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان استشهدا لاحقا، وإثر ذلك شن مستوطنون هجمات في عدد من البلدات الفلسطينية.