خرجت عدة مظاهرات -اليوم الجمعة- في مدن وولايات سودانية ضد انتهاكات قوات الدعم السريع، التي اشتبكت مع قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية، في أول اشتباكات من نوعها بين الطرفين منذ اندلاع المعارك.
فقد تظاهر عشرات السودانيين في مناطق الكلاكلة جنوب الخرطوم وشارع الوادي شمال أم درمان، وهتف المتظاهرون بشعارات منها “شعب واحد.. جيش واحد”.
كما خرجت احتجاجات في كوستي كبرى مدن ولاية النيل الأبيض التي تبعد 350 كيلومترا جنوبي العاصمة، بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإخراج قوات الدعم السريع من منازل استولت عليها.
وروّج العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي لهذه التظاهرات تحت اسم “جمعة الغضب”.
تزامنا مع ذلك، أفاد سكان بوسط أم درمان غرب الخرطوم لوكالة الصحافة الفرنسية بوقوع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في حي الدوحة.
وفي الأُبَيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، أفاد مراسل الجزيرة بسقوط قتيل و6 جرحى في اشتباكات اليوم بين الدعم السريع وقوات الاحتياطي المركزي، التابعة للشرطة السودانية، في أول اشتباكات من نوعها بين الطرفين منذ اندلاع المعارك في البلاد.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات حربية حلّقت في أجواء العاصمة، بالتزامن مع إطلاق نار جنوب غربي أم درمان، وأن الجيش السوداني قصف مواقع لقوات الدعم السريع في المنطقتين.
وتدور المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ 15 أبريل/نيسان، وقد أوقعت حتى الآن أكثر من ألفي قتيل، وفق تقديرات يرى خبراء أنها أقل بكثير من الواقع.
كما بلغ عدد النازحين مليوني شخص في مختلف أنحاء السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، كما أحصت المنظمة الدولية للهجرة فرار نحو 600 ألف سوداني إلى دول الجوار.
ويتركز القتال إلى حد كبير في العاصمة وإقليم دارفور (غرب)، لكن الأربعاء اتهم الجيش جماعة متمردة بمهاجمة قواته في ولاية جنوب كردفان على بعد مئات الكيلومترات جنوب غرب الخرطوم.
وانتهت صباح الأربعاء هدنة مدتها 72 ساعة اتفِق عليها بين الطرفين بوساطة أميركية-سعودية.
وفي هذا الصدد، قالت مولي فيي مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية أمس الخميس “أرجأنا أمس المحادثات لأن الصيغة لم تكن بالطريقة التي نريدها”.
وأضافت أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب “وقف إطلاق النار لم يكن فعالا بشكل كامل، رغم أنه سمح بنقل مساعدات إنسانية مهمة وعاجلة”.
قيود على المساعدات
من ناحية أخرى، حذّرت الأمم المتحدة من أن الصراع اتخذ بعدا عرقيا في إقليم دارفور الذي تقطنه قبائل عربية وأخرى غير عربية.
وأكدت المنظمة الأربعاء خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية من الخدمة في مناطق القتال بالسودان، وحذرت من أن مخاطر الأوبئة ستزداد مع موسم الأمطار الذي بدأ هذا الشهر.
وأوضحت أن نحو 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.
وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف الاثنين بتقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفق تقديراتها الميدانية.
لكن المنظمات غير الحكومية تقول إنها ما زالت تنتظر تمكينها من العمل، وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان وليام كارتر إنه “لا يمكن مساعدة ملايين الأشخاص بسبب القيود الشديدة المفروضة على دخول العاملين في المجال الإنساني والمساعدات”.
ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق الأمم المتحدة.