أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال وجه إليه، نصه: ما حكم كي الماشية بالنار لتمييزها؟ حيث ورد أن رجلًا يملك عددًا كبيرًا من الماشية، يرعاها في الصحراء ومواطن الخُضرة، ويحتاج إلى تمييزها عن ماشية غيره خشية اختلاطها، فهل يجوز له وسمها بالنار لهذا الغرض؟
وأوضح فضيلة المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا من قيام الرجل بوسم الماشية التي يملكها عن طريق الكي بالنار إذا دعت الحاجة إلى ذلك وكان الوسم هو الوسيلة المتاحة لتمييزها عن غيرها في حال الرعي المشترك بالصحراء أو أماكن الخضرة، بشرط أن يكون الوسم بالقدر الذي يحقق الغرض دون إفراط أو مبالغة، وألا يكون في الوجه، بل في موضع صلب، ظاهر، غير حساس من جسد الحيوان، ولا يكثر فيه الشعر، مثل الفخذ في البقر، أو الأذن في الغنم، مع ضرورة الرجوع إلى الأطباء البيطريين المختصين في ذلك، مع مراعاة الرفق بالحيوان والحرص على تقليل الأذى بقدر المستطاع.
وأضاف أن من أبرز ما يتميز به الشرع الإسلامي عنايته الشاملة بجميع الكائنات والمخلوقات، واهتمامه البالغ بها، حيث شملت رحمته الإنسان والحيوان والجماد، فأسس لمبدأ الإحسان في كل شيء، وأوصى بالرفق في كل الأحوال، وجعل الرحمة معيارًا للتقوى ومقياسًا للفضل، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾ [البقرة: 195]، وقوله سبحانه: ﴿إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾ [الأعراف: 56]، وبحديث رسول الله ﷺ: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح» رواه الإمام مسلم.
واستكمل فضيلة المفتي أن أحكام الشريعة جاءت متزنة، تراعي مصلحة الإنسان مع صون كرامة الحيوان، وتوازن بين الضرورة والحاجة، والرحمة والرفق، فهي تُجيز ما تمليه الحاجة، وتنهى عن أي تصرف فيه ظلم أو تعذيب أو اعتداء.