في مشهد فلكي يخطف الأنفاس، تستعد سماء شهر يوليو لاستقبال واحد من أبرز العروض السماوية التي ينتظرها هواة الفلك كل عام، حيث تتألق ثلاثة من ألمع نجوم السماء لتشكّل ما يُعرف بـ”مثلث الصيف”، في ظاهرة يمكن مشاهدتها بالعين المجردة في نصف الكرة الشمالي.
كيف يتكون مثلث الصيف
ويتكون “مثلث الصيف” من ثلاثة نجوم لامعة، هي: فيغا من كوكبة “القيثارة” (ليرا)، دنيب من كوكبة “البجعة” (سيجنوس)، وألتير من كوكبة “العقاب”.
وتظهر هذه النجوم بوضوح مع حلول الظلام، لتشكل مثلثا سماويا يزين الأفق الشرقي بعد غروب الشمس.
ويُعتبر نجم دنيب، وهو نجم أزرق عملاق، بمثابة “ذيل” لكوكبة البجعة، ويظهر أولا في منتصف السماء، أما نجم فيغا، فهو الأكثر تألقا في كوكبته، ويقع إلى الأعلى واليمين من دنيب، في حين يتموضع ألتير إلى الأسفل واليمين، مشكلا مع الآخرين زوايا المثلث السماوي اللافت.
ورغم سطوع هذه النجوم وقابليتها للرؤية بالعين المجردة، يُنصح المبتدئون في رصد السماء بالاستعانة بتطبيقات فلكية على الهواتف الذكية لتحديد مواقع الكوكبات بدقة.
فرصة ذهبية للرصد والتصوير
تتبع نجوم “مثلث الصيف” مسارا يوميا من الأفق الشرقي إلى الأفق الغربي، مرورا بقبة السماء العليا، وتبقى مرئية حتى ساعات الفجر الأولى، مما يمنح هواة الرصد فرصة ممتدة للاستمتاع بالمشهد.
وتبلغ الظاهرة ذروتها في الليالي القريبة من القمر الجديد في 24 يوليو، حيث تكون السماء أكثر ظلمة، ما يتيح فرصة نادرة لرؤية شريط درب التبانة وهو يعبر المثلث النجمي في خلفية مبهرة، خاصة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.
وينصح الخبراء بالاستفادة من اعتدال الطقس خلال هذه الفترة، والتجهيز بتلسكوبات ومناظير مناسبة، فضلا عن عدسات تصوير فلكي متخصصة لمن يرغب في توثيق هذا الحدث الاستثنائي.
