أفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن تسعة أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست وجّهوا رسالةً أمس الثلاثاء إلى رئيس اللجنة، يولي إدلشتاين، مطالبين بإجراء نقاش فوري حول ما وصفوه بارتفاع حاد ومقلق في حالات انتحار الجنود الإسرائيليين.
انتحار الجنود الإسرائيليين
جاءت الرسالة، التي بادرت بها عضو الكنيست ميراف ميخائيلي، في أعقاب تقريرٍ كشف عن رفض جيش الاحتلال تقديم أرقام محدثة عن حالات انتحار الجنود الإسرائيليين، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست.
على الرغم من الاستفسارات المتكررة خلال الأشهر الأخيرة – بما في ذلك محاولة أخرى صباح الثلاثاء – أصرّ جيش الاحتلال على أنه لن يُصدر البيانات إلا في يناير 2026، مما أجبر الجمهور والمشرعين على الانتظار ستة أشهر أخرى للحصول على أرقام رسمية.
أزمة نفسية في الجيش الإسرائيلي
كتب المشرعون: “إن رفض الكشف عن البيانات بحد ذاته يثير القلق ويقوض ثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي، ولا يمكننا الانتظار نصف عام لنشر البيانات في ظل واقعٍ يعاني فيه الجنود الإسرائيليين، رجالاً ونساءً، من ضغط نفسي غير مسبوق، وثمة حاجة ملحة لتوضيح الوضع وضمان اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع الخسائر غير الضرورية في أرواح الجنود الذين يحتاجون إلى الدعم والمساعدة”.
وسلطت رسالة المشرّعين الضوء على اتجاه أوسع نطاقاً يتمثل في تزايد القلق بشأن المعنويات والصحة النفسية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
الانتحار في الجيش الإسرائيلي
ووفقاً للأرقام الواردة في الرسالة، سجلت 38 حالة انتحار بين عامي 2023 و2024، منها 21 حالة منذ بداية هذا العام.
وقد شهد الشهران الماضيان وحدهما زيادة بنسبة 70% في حالات الانتحار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال أعضاء الكنيست إن هذه التطورات تُمثل تراجعًا كبيرًا في الانضباط والتماسك داخل وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي القتالية، بما في ذلك قوات النخبة التي واجهت تحديات عملياتية مستمرة لأشهر.
وانتقدت الرسالة ما وصفه المشرعون بنمط من الإخفاء من قبل السلطات العسكرية، محذرين من أن انعدام الشفافية يُهدد بتقويض ثقة الجمهور بشكل أكبر.
وكتب أعضاء الكنيست: “من غير المقبول خوض نصف عام من الحرب مع إخفاء الأعداد. هناك عشرات الجنود في عداد المفقودين حاليًا، وقد حان الوقت لتوضيح المدى الكامل لهذه الظاهرة المقلقة واتخاذ خطوات لاستعادة الانضباط ومعالجة احتياجات الصحة النفسية للجنود”.
ودعا أعضاء الكنيست إلى تحديث شامل وفوري حول نطاق حالات الانتحار في الجيش، ومناقشة التدابير اللازمة لدعم الصحة النفسية للجنود ومنع المزيد من المآسي.