أكد الدكتور فايز أبو شمالة الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الضفة الغربية تمر بمخطط إسرائيلي ممنهج يهدف إلى تقسيمها إلى ثلاثة محاور رئيسية؛ من أجل تمزيق الجغرافيا الفلسطينية وتسهيل عزل الفلسطينيين عن بعضهم البعض، وهو ما يخدم مشاريع الاحتلال في فرض سيطرة أمنية كاملة وتقويض أي حلم بإقامة دولة فلسطينية موحدة.
التوسع الاستيطاني وفرض أمر واقع عسكري
وأوضح الرقب، في مداخلة هاتفية لبرنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ هذا المخطط من خلال التوسع الاستيطاني وفرض أمر واقع عسكري، حيث يتم فصل شمال الضفة عن وسطها، وكذلك الوسط عن الجنوب، عبر شبكة من الحواجز والطرق الالتفافية والمستوطنات التي تقطع أوصال التواصل الجغرافي والديموغرافي بين المدن الفلسطينية.
وأشار إلى أن هذا المشروع الاستيطاني يتقاطع مع الرؤية الأمنية الإسرائيلية في خلق جيوب سكانية منفصلة داخل الضفة، بحيث يكون من الصعب توحيدها سياسيًا أو إداريًا، مؤكدًا أن الاحتلال يعمل على ترسيخ هذا الواقع في ظل انشغال العالم بالأزمات الدولية، ومحاولة تمرير المخططات دون ضجيج إعلامي أو ضغوط دبلوماسية فاعلة.
ولفت إلى أن تقسيم الضفة بهذا الشكل يهدف أيضًا إلى تقويض أي إمكانية لقيام كيان فلسطيني متماسك، وجعل الإدارة الفلسطينية أسيرة لظروف جغرافية معقدة، لا تملك فيها القدرة على الحركة أو التواصل الداخلي، فضلًا عن تعزيز الحصار الاقتصادي والاجتماعي.
وفي ختام تصريحاته، دعا الرقب إلى ضرورة التحرك العاجل لمواجهة هذه المخططات، سواء عبر تصعيد سياسي ودبلوماسي على المستوى الدولي، أو بتكثيف الجهود الشعبية والوطنية لتعزيز الصمود الفلسطيني على الأرض، ومواجهة التوسع الاستيطاني بكل الوسائل الممكنة.
