لعل ماذا حدث في أول أيام عيد الأضحى ؟، يعد أحد أسرار العيد الكبير التي قد تخفى عن الكثيرين، فلايزال هناك الكثير من الأمور التي لا نعرفها عن عيد الأضحى ومنها ماذا حدث في أول أيام عيد الأضحى ؟، والذي قد يرتبط بعبادات عدة وقد يحمل بشائر الفرج والخير والجبر ، وقد يفسر ماذا حدث في أول أيام عيد الأضحى الكثير من الشعائر والسنن والأحكام المتعلقة بعيد الأضحى المبارك ، والتي لا تزال خفية عن البعض، من هنا تتضح أهمية معرفة ماذا حدث في أول أيام عيد الأضحى ؟.
ماذا حدث في أول أيام عيد الأضحى ؟
يسمى اليوم العاشر من شهر ذي الحجة الهجري وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك بيومِ النحر، لأن فيه إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام، بعد أنْ نحر الكبش الذي افتدى الله سبحانه وتعالى به سيدنا إسماعيل، لِيصبح ذبح الأضحيات بعد ذلك من أساسيات عيد الأضحى المبارك، التي يَقوم بها المسلمون في شتى بقاعِ الأرض لِينالوا الأجر العظيم، حيث رأى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- في منامه أنَّه يذبح ابنه إسماعيل، فاستجاب لأمر الله -تعالى- وتوكَّل عليه، فذهب إلى إسماعيل وقصَّ عليه ما رأى في منامه، يقول -تعالى-:(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى)، وعندما سمع إسماعيل الرؤيا من والده قال له افعل ما أمرك الله به، يقول -تعالى-: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).
وعن ماذا حدث في أول أيام عيد الأضحى ، فمنه أنه سلَّم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- أمره لله تعالى وكذلك ابنه إسماعيل، وانطلقا لتنفيذ أمر الله -عزَّ وجل-، وعندما جاء وقت الذبح ألقى إبراهيم ولده إسماعيل على وجهه حتى لا يراه وهو يذبحه فيشفق عليه، ووضع عند حلقه صفيحة من النحاس ليذبحه بها، وقال بسم الله وكبَّر وتشهَّد مهيِّئًا إسماعيل للذبح، في ذلك الوقت نادى الله -عزَّ وجلَّ-: (وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).
كما جاء الفداء بالكبش كأحد الإجابات عن سؤال ماذا حدث في أول أيام عيد الأضحى ؟ ، فبعد أن عزم سيدنا إبراهيم على تنفيذ أمر الله -تعالى- في الذبح، أنزل الله -تعالى- عليه كبشًا يفدي إسماعيل، يقول -جلَّ وعلا-: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)،فذبح إبراهيم -عليه السلام- الكبش، أمَّا عن مكان ذبح إسماعيل فقد تنوعت الآراء فيه على أربعة أقوال؛ أولها في المقام في مكة وهو أرجح الأقوال، والثاني في المنحر عند الجمار، والثالث عند جبل ثبير الموجود في منى، أمَّا القول الرابع فهو في الشام، و رجم النبي إبراهيم -عليه السلام – الشيطان، حيث إن نبي الله إبراهيم على الصلاة والسلام، حين جاءه إبليس ليصده عن ذبح ولده إسماعيل عليه السلام، فرماه بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات، ويُكبّر الحاج مع كل حصاة يرميها “الله أكبر”، إرغامًا وتذكيرًا بعداوة الشيطان وإظهارًا لمخالفته.
ماذا يحدث في أول أيام عيد الأضحى
أما عن ماذا يحدث في أول أيام عيد الأضحى الآن ؟، فورد أن عيد الأضحى المبارك هو العيد الأكبر عند المسلمين، وهو عيدٌ تُقام فيه أَعظم وأكبر فريضةٍ عندهم وهي فريضةُ الحج، والحجّ رُكنٌ أساسيٌ من أركان الإسلام، وهو الرّكن الخامس، ويأتي عيد الأضحى المبارك في يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام، ويأتي قبله يومُ عرفة؛ حيث يقف فيه المسلمون على جبل عرفات ليؤدوا بذلك الرُّكن الأساسي في الحج.
ويحتفل الحجاج في اليوم الذي يَلي يومُ عرفة بأول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث تَستمر مناسكُ الحج حتى يوم الثاني عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى المبارك، تجتمع في عيد الأضحى المبارك عدد من الأعمال الدينية غير مناسك الحج، حيث يُقدم المسلمون الأضحيات من الأنعام، ويُوزعون لُحومها على الفقراء والمحتاجين.
وتتردد تكبيرات المساجد في صبيحة العيد، وصلاة عيد الأضحى المبارك، التي يَجتمع فيها الكبار والصغار يعلوهم الفرح، وتكتسي قلوبهم البهجة، ويرتدون أجمل ما لديهم من ثياب، لِيكبروا تكبيراتِ العيد، ويبادروا بتهنئةِ بعضهم البعض، فتذهب كل الخصومات وكأنها لم تكن، ثم تبدأ الزيارات بين الأقارب والأرحام والأصدقاء، ويفرح الصغار بعيدياتهم، ويكثرُ العطاء والتوزيع على الفقراء والمحتاجين، لِيعطوهم الحلوى، واللحوم، والحلويات، وكعك العيد.
وكذلك رجم الحجاج الشيطان في عيد الأضحى، لِيصبح مَذموماً مدحوراً ومطروداً من رحمة الله تعالى، فَليس هناك حزنٌ أكبر من حزن الشيطان في عيد الأضحى المبارك، حين يَرى عباد الله، وهم يُؤدون فريضةَ الحج، وينحرون الأضحيات، ويطلبون رضى الله تعالى، ليعودوا كما ولدتهم أمهاتهم، بريئون من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، بعد أنْ طافوا بالبيت العتيق، وهللوا، وكبروا، ولبوا نداء الله تعالى، فمهما كانت النفس حزينةً سيظل العيد فرصةً لسمو النفس والروح، وفسحةً طيبةً يفرح بها القلب؛ لأن عيد الأضحى المبارك هو عيد غُفرانِ الذنوب، والعودةِ إلى الله تعالى، وكأنَّ الأرواح تَفتح في هذا اليوم صَفحةً جديدةً، لِتبدأ مع خالقها بروحٍ وعزيمةٍ أقوى، فيها من الخير الكثير، فليس من شيءٍ أعظمُ من فرحةِ من أدّى فرائضه جَميعها، ليأتي يومُ الجائزة وهو يوم العيد، ليفرح فيه ويجدد فيه العزم والإرادة لتحقيق الأفضل.