منذ قديم الأزل وإرادة وعزيمة الشعب المصري فوق كل شئ وأساس إحداث أي تغيير في الدولة، وهو ما برز في ثورة 30 يونيو حينما صمم المصريون علي إنقاذ وطنهم بعدما وقع في فخ حكم الإخوان الذين رفعوا شعار “ الشرعية والدماء” و تمثل في سيطرة داعمين هذه الجماعة علي كافة المناصب بمؤسسات الدولة وإراقة دماء كل من يقف عائق أمام تحقيق أهدافهم الخبيثة.
مكتب إرشاد وإستئثار بالسُلطة
عام واحد كان كافيا.. ليجعل الشعب يعيش أسوء أيام حياته في ظل وجود إدارة سياسية تكفر كل من أعترض وقدم رؤيته في خطوة من خطواتها التي تنفذها والتي أهمها إدارة مصر بمكتب إرشاد من أجل الإستئثار بالسُلطة ، علاوة علي إلحاق عناصر الجماعة الإرهابية في مختلف مفاصل الدولة ومؤسساتها.
أخطاء ومساوئ عدة جعلت الكيل يفيض، عملت علي تطور حالة الغضب لدى المصريين، ليصبح الحل الوحيد أمام المواطنين، هو إسقاط حكم الجماعة الإرهابية والنجاة من وكر الأفاعى المخادعين وراء ستار الدين، وكان هذا القرار حينما تم اكتشاف الألعايب الخبيثة التي كانت خلال فترة حكم الاخوان خاصة في ظل جهودهم لـ “ أخونة الدولة” والتي ظهرت في محاولات هذه الجماعة في وضع قياداتها وعناصرها في مراكز القوى بالدولة لتتمكن من السيطرة والنفوذ، فضلا عن الرغبة في طمس الهوية المصرية وإحداث إنقسامات بين الشعب بالعديد من أشكال الفكر المتطرف.
تمرد وإسقاط حكم الإخوان
وبأكثر من 22 مليون توقيع مصري، مضت حركة “ تمرد” مسيرتها في إسقاط حكم الجماعة الإرهابية وإعادة حالة الإستقرار والتطور للدولة وتوفير الحياة الكريمة لشعبها، حيث تم التظاهر أمام قصر الإتحادية بهذه الاستمارات وكانت المطالب هي إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة وإقالة محمد مرسي ( الرئيس المعزول).
و كانت القوات المسلحة هي الدرع الواقي الذي يسعي لتحقيق آمال ومطالب الشعب من خلال ثورة 30 يونيو، وظهر ذلك من خلال حرصها علي حماية مقدرات الشعب وأمنه واستقراره، حيث كان القائد الأعلي للقوات المسلحة آنذاك هو “ الرئيس عبد الفتاح السيسي ” الذي جازف بحياته لحماية هذه الثورة.
حجر أساس لجمهورية جديدة
لتكن ثورة 30 يونيو حجر أساس بناء الجمهورية الجديدة التي جاهدت القيادة السياسية إلي إرساء دعائمها في كافة المجالات الحياتية، والتي بمثابة دولة جديدة يتم إنشاءها، وليكن معيارها الأول هو بناء الإنسان والاستثمار فيه وتوفير أفضل سبل المعيشه له من خلال العمل علي حل مشكلاته من جذورها والقضاء عليها وليس بالمعالجة السطحية، ولعل المشروع القومى “ حياة كريمة” الذي وصلت ميزانيته لـ تريليون جنيه هو أحد أسس هذه الجمهورية.
تطوير حياة 60 مليون مواطن
“ حياة كريمة ” باب الأمل وطاقة النور الذي انتظرها أكثر من 60 مليون مواطن بالقري الريفية، التي كانت تفتقر إلي الكثير من الخدمات ولم تحظى بنصيب من الدعم علي مدار عقود طويلة، لتبدأ عهدا جديدا من النمو والتطور ولتصبح القرية مثلها كمثل المدينة، “ مستشفيات ، مدارس، مرافق عامة وخدمات اتصالات، مكتبات ثقافية، مراكز شباب وغيرها”، ليكن أضخم مشروع تنموي بالعالم.
لم يكن الريف وحده هو من حظى بدعم واهتمام القيادة السياسية، بل نال الصعيد نصيب الأسد من من التنمية غير المسبوقة التي شهدها بعد سنوات طويلة من التهميش، وظهر ذلك من خلال عدة أوجه كان أهمها تدشين عشرات المشروعات التنموية وبإستثمارات حكومية بمليارات الجنيهات ، من محطات كهرباء و طرق ومحاور جديدة أي تأسيس للبنية التحتية بشكل عام والعمل علي ربط محافظاته ببعضها البعض لإحداث يسر في التنقل مع تقليل الزمن.
المجمعات الصناعية بالصعيد
كل ذلك إضافة إلي إنشاء أكثر من 13 مجمع صناعي يخدم أبناء الصعيد بآلاف من الوظائف بما يسهم في التيسير عليهم وعدم اللجوء إلي الهجرة الداخلية للعاصمة لكسب الرزق، ولتكن هذه المجمعات أيضا قاطرة لتحقيق التنمية في الصعيد.
من جانب أخر تم القضاء علي شبح العشوائيات الذي كان يطارد سكان المناطق غير المخططة والتي عانى سكانها علي مدار أكثر من 40 عاما من عدم التطوير والتنمية، بل استطاع الرئيس السيسي بكل جرأة غير مسبوقة أن يفتح الملف الذي لم يتم فتحه من قبل أي واعتبرته كثير من الحكومات السابقة بمثابة “ قنبلة موقوتة ” يحظر الإقتراب منها .
القضاء علي شبح العشوائيات
فعدد المناطق العشوائية الخطرة يصل إلى 357 منطقة عشوائية بمختلف المحافظات والتي رصد لها أكثر من 318 مليار جنيه لتطويرها، حيث كان أبرز أشكال دعم قاطنيها هو منحهم وحدات سكنية في مدن حضارية متطورة تسهم في تغيير شكل حياتهم والعيش بشكل آدامى، ذلك من خلال بناء العديد من مشروعات الإسكان الخاصة بدعم هذه الفئة ولعل أبرزها حى الأسمرات بالمقطم وبشاير الخير بالإسكندرية، وغيط العنب غرب الإسكندرية وغيرها من المشروعات التي أستوعبت آلاف الأسر.
تمكين المواطن البسيط
ولعل “ حياة كريمة ” وتنمية الصعيد والقضاء علي العشوائيات، هي أحد أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو التي صنعت قرار حكيم من المصريين دعم تحول الدولة إلى هذا الشكل بعد مرور 10 سنوات، من إنطلاق هذه الثورة..لترسم ملامح جمهورية جديدة تسعى إلي تمكين المواطن البسيط إقتصاديا و إجتماعيا وتمنحه كافة حقوقه الدستورية ووفقا لما نصت عليه المواثيق والإتفاقيات العالمية لحقوق الإنسان والتي أهمها حق العيش حياة كريمة.