لعل صلاة عيد الأضحى تعد إحدى شعائر العيد الكبير ، والتي حرص وحث عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، لما لها من فضل عظيم قد لا يعرفه الكثيرون، ولا يزال السؤال عن صلاة عيد الأضحى مطروحًا في مصر وفي الدول الإسلامية، رغم إنتهاء أول أيام عيد الأضحى المبارك ، لأن الفرصة لاغتنام صلاة عيد الأضحى مازالت قائمة، ولم يفت الآون بعد لأداء هذه السُنة النبوية الشريفة، وهي صلاة عيد الأضحى التي تعد من السنن المؤكدة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
صلاة عيد الأضحى
قالت دار الإفتاء المصرية ، أن صلاة عيد الأضحى هي سُنَّةٌ مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي ركعتان تجزئ إقامتهما كصفة سائر الصلوات وسننها وهيئاتها -كغيرها من الصلوات-، وينوي بها صلاة العيد، هذا أقلها، وأما الأكمل في صفتها: فأن يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرةِ القيام والركوع، والتكبيراتُ قبل القراءة.
وأضافت “ الإفتاء” أنه روي «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ»، ولما روى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ».
وأوضحت أنه يُسْتَحَبُّ أن يقف بين كل تكبيرتين بقدر آية يذكر الله تعالى؛ كما ، ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة بــ”الأعلى” في الأولى و”الغاشية” في الثانية، أو بــ”ق” في الأولى و”اقتربت” في الثانية؛ كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والسُّنَّةُ أن يجهر فيهما بالقراءة لنقل الخلف عن السلف.
فضل صلاة عيد الأضحى
ورد أن صلاة عيد الأضحى شعيرة من شعائر الله التي اختص بها المسلمين، جعل ثوابها داخلاً في عموم الأجر المُترتّب على سائر الأعمال الصالحة، والطاعات، وتقع صلاة عيد الأضحى في قلب أيام ذات فضل كبير؛ فهي تُؤدّى في اليوم العاشر من أيام عشر ذي الحجة، ويأتي بعدها أيام التشريق التي يكمل فيها الحاج مناسكه.
ومن فضل صلاة عيد الأضحى أنها الصلاة التي يجتمع فيها جميع المسلمين، يكبروا الله على ما هداهم من فضله بعد انتهاء ركن الحج الأكبر في عرفة، ومن فضل صلاة عيد الأضحى التي يصليها المسلمين بعد شروق الشمس في أول أيام عيد الأضحى ، أنها تطهير لنفس المسلم ويشعر بالاطمئنان والبهجة والسعادة في يوم العيد وأنه انتهى من فرائض الله بفضله ونعمته، و صلاة العيد لها ثواب عظيم وأجر كبير وهذا يدل على حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على حضورها سواء من الرجال او النساء أو كبار السن والأطفال، كما أنها شكر لنعمة الله على الإيمان والإسلام وعلى توفيق العباد المؤمنين لإنهاء فريضة الله تعالى على خير.
موعد صلاة عيد الأضحى قضاء
لعل موعد قضاء صلاة عيد الأضحى من أهم المواقيت التي ينبغي أن يسأل عنه أولئك الذين فاتتهم صلاة عيد الأضحى ، و يجوز قضاء صلاة عيد الأضحى لمن لم يصلها في وقتها وهو بعد شروق شمس يوم النحر بنحو ثلث ساعة ، فقد ورد في الأثر ، أن الفرصة لم تضع بعد ولم يفت الأوان، حيث إن صلاة العيد تعد من النوافل ، التي لها قضاء ، فيجوز لمن فاتته صلاة العيد أن يصليها قضاءً في بقية اليوم أو في الغد أو بعده أو متى شاء كسائر السُنن والنوافل والرواتب، وإن شاء صلاها على صفة صلاة العيد بتكبير.
و ذهب الإمامان: مالك والشافعي -رضي الله عنهما-؛ لما رُوِيَ عن أنسٍ-رضي الله عنه-، أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يُكَبِّرُ فيهما؛ ولأنه قضاء صلاةٍ، فكان على صفتها، كسائر الصلوات، وهو مُخَيَّرٌ، إن شاء صلاها وحدَهُ، وإن شاء في جماعة، وإن شاء مضى إلى الْمُصَلَّى، وإن شاء حيثُ شاء.
كيفية صلاة عيد الأضحى قضاء
وعن كيفية قضاء صلاة عيد الأضحى ، فيجوزُ أن يصلِّيَ أربعَ ركعاتٍ، كصلاة التطوع، وإن أحب فصل بسلامٍ بَيْنَ كُلِّ ركعتين؛ وذلك لما رُوِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «مَنْ فَاتَهُ الْعِيدُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا»، ورُوِيَ عن عليّ بن أبي طالِبٍ-رضي الله عنه- أنه «أَمَرَ رَجُلا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ يَوْمَ أَضْحًى، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا»؛ ولأنه قضاء صلاةِ عيد، فكان أربعًا كصلاة الجمعة، وإن شاء أن يصلي ركعتين كصلاة التطوع فلا بأس؛ لأن ذلك تطوُّع.