بدأت مع غروب شمس الخميس ثاني ليالي الأيام المعدودات من الحج، والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم، وهي واحدة من أعظم مواطن الإجابة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
دعاء لايرد في الأيام المعدودات
والأيام المعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى أو يوم النحر، يقول الحق جل وعلا: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ”، وتبدأ بيوم القر الذي يعتبر ثاني أعظم أيام الدنيا لا يُردُ فيه دعاء.!
وهي ثلاثة أيام معظمات لا يُردُ فيهن الدعاء، قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر” رواه الامام أحمد، ويستحب في يوم القر ويومين بعده وهي أيام التشريق ما يلي:
أولا : الاستغفار والدعاء: فيوم القرّ وثلاثة أيام بعده موطن إجابة الدعاء : فقد كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول في خطبته يوم النحر : ( بعد يوم النحر ثلاثةُ أيام ، التي ذكَرَ الله الأيامَ المعدودات لا يُرد فيهن الدعاء،فارفعوا رغبتكـم إلى الله عز وجل ). لطائف المعارف ابن رجب ٥٠٣
ثانيا : التكبير المطلق والمقيِّد بأدبار الصلوات المكتوبة : وصيغ التكبير منها : الله أكبـــــر .الله أكبـــــر .الله أكبر. لا إله إلا الله ، الله أكبـــــر .. الله أكبـــــر .. و لله الحمــد”.
ثالثا : الإكثار من قول : رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
قال عكرمة رحمه الله :” كـان يستحب أن يقال في أيام التشريق : رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، وهذا الدعاءُ من أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة ، لذا فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر منه، وكـان إذا دعا بدعاء جعله معه.
قال الحسن : الحسنةُ في الدنيا العلمُ والعبادة، وفي الآخرة أي الجنة، وقال سفيان: الحسنةُ في الدنيا، العلمُ والرزقُ الطيب، وفي الآخرة أي الجنةُ”.
رابعا : الأكل والشرب في هذه الأيام وتحريم صيامها : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”أيامُ منى أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله “. رواه مسلم
وهذه هي الأيام المعظمة المعدودات التي قال الله عز وجل فيها “وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ “، وهي ثلاثةُ أيام بعد يوم النحر .
هل يجوز صيام اليوم الثالث من أيام التشريق؟
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم صيام أيام التشريق؟»، أنه لا يجوز صيام أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى «الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة» لقوله صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» رواه مسلم (1141).
واستشهد بما روى أحمد (16081) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: «لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» وروى أحمد (17314) وأبو داود (2418) عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
أعمال غير الحجاج في أيام التشريق
أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بثلاثة أمور هي: «الأكل، والشرب، وذكر الله عز وجل»، كما ورد في صحيح مسلم، أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
وقال الإمام الحافظ بن رجب رحمه الله تعالى: «وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل”، إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته»، مشيرًا إلى أن ذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات.
لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم
سميت أيام التشريق بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزنونها للشمس حتى لا تفسد، فسموها أيام التشريق لذلك، وأيام التشريق ذكرت بالقرآن في قول الله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» (سورة البقرة: 203).