انتابت حالة من القلق الكثيرين حول العالم بعد أن أصبحت “أسبارتام“، المادة الشهيرة حول العالم في تحلية المشروبات السكرية، على قائمة المواد المسرطنة.
أسبارتام والإصابة بالسرطان
حذرت منظمة الصحة العالمية، من استخدام أسبارتام، وهو مُحلي يستخدم على نطاق واسع بين عامة الناس، وهو موجود في مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك المشروبات الغازية والعلكة “اللبان” الخالية من السكر وحبوب الإفطار.
وتُستخدم المادة المضافة في آلاف المشروبات والمنتجات الغذائية على مستوى العالم، لذلك ركز قدر كبير من الأبحاث على تقييم سلامتها وآثاره، وهو يستخدم لسنوات كبديل للسكر ودخوله كمادة تحلية صناعية تدخل في العديد من المنتجات والأطعمة والمشروبات، واستخدمه الأشخاص كوسيلة لخفض الوزن بديلة للسكر، حيث إنه دخل في الكثير من المشروبات الغازية الدايت.
وقالت وحدة أبحاث السرطان بمنظمة الصحة العالمية، إن أسبارتام، المستخدم في منتجات من المشروبات الغازية الدايت والعلكة “اللبان” وغيرها، سيتم إدراجه في شهر يوليو على أنه من المحتمل أن يكون مادة مسرطنة للإنسان للمرة الأولى من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC).
وتعد مادة الأسبارتام إحدى أكثر المحليات الصناعية شيوعًا في العالم، والتي تفوق حلاوة السكر العادي 100 مرة.
وتراجع لجنة منظمة الصحة العالمية للإضافات أيضًا استخدام الأسبارتام هذا العام، فمن المقرر أن تعلن نتائجه في نفس اليوم الذي تعلن فيه الوكالة الدولية لبحوث السرطان عن قرارها- في 14 يوليو المقبل.
ومع ذلك، أثارت أحكام الوكالة الدولية لأبحاث السرطان المماثلة في الماضي لمواد مختلفة مخاوف المستهلكين بشأن استخدامها، وأدت إلى رفع دعاوى قضائية، وضغطت على الشركات المصنعة لإعادة إنشاء الوصفات والمبادلة بالبدائل، حيث أدى ذلك إلى انتقادات بأن تقييمات الوكالة يمكن أن تكون مربكة للجمهور.
وتضمنت بعض المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالمُحليات الصداع والسرطان والدوخة، لكن الأبحاث التي تدعم هذه الادعاءات ما تزال غير حاسمة.
وجود مادة مسرطنة محتملة
وتقول مؤسسة القلب البريطانية: “من المعروف أن السكر المضاف له تأثير ضار على صحتنا، لا سيما لأن تناول الكثير منه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، ما قد يضر بالقلب والدورة الدموية، وأدى ذلك إلى استخدام المحليات الاصطناعية كبديل منخفض للسكر في العديد من الأطعمة والمشروبات”.
وقال البروفيسور أوليفر جونز، خبير الكيمياء إنه من المهم ملاحظة أنه لمجرد أن شيئًا ما قد يتسبب في الإصابة بالسرطان لا يعني أنه يحدث تلقائيًا إذا تعرضت له.
ومن جانبه قال البروفيسور توم ساندرز، خبير التغذية في كينجز كوليدج لندن: “تم استخدام الأسبارتام بأمان في المملكة المتحدة لأكثر من 30 عامًا، مضيفا، إنه على حد علمي، لا يوجد دليل من الدراسات البشرية المستقبلية التي تربط استخدام الأسبارتام بالسرطان.
وقد استعرضت السلطات التنظيمية البيانات السمية على نطاق واسع وأعطت الأسبارتام شهادة صحية نظيفة”،
وأضاف أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات أعطت أيضًا نتائج مختلطة بشأن الأسبارتام، مع “التشكيك” في جودة البيانات المستخدمة.
وقال موقع Daily Express، إنه مادة مسرطنة محتملة – بمعنى أنه قادر على التسبب في الإصابة بالسرطان – وأنه يحتاج شخص بالغ يزن 60 كجم إلى شرب ما بين 12 و 36 علبة من صودا الدايت يوميًا حتى يكون في خطر، وجاء في الرسالة: “نرجو من كلا الهيئتين تنسيق جهودهما في مراجعة الأسبارتام لتجنب أي لبس أو مخاوف بين الجمهور”.
ومن جانبها قالت الوكالة الدولية لبحوث السرطان إنها قيمت 1300 دراسة في مراجعتها، حيث إن إدراج الأسبارتام على أنه مادة مسرطنة محتملة يهدف إلى تحفيز المزيد من الأبحاث، مما سيساعد الوكالات والمستهلكين والمصنعين على استخلاص استنتاجات أكثر ثباتًا، ولكن من المحتمل أيضًا أن يؤدي ذلك إلى إشعال الجدل مرة أخرى حول دور الوكالة الدولية لبحوث السرطان ، بالإضافة إلى سلامة المحليات بشكل عام.
استخدام الأسبارتام والقلق
واكتشفت دراسة حديثة وجود صلة محتملة بين استهلاك الأسبارتام والقلق، إلى جانب التغيرات اللاجينية في الدماغ، ووجدت النتائج المنشورة في مجلة PNAS، أن المُحلي المشهور ينتج أعراضا تشبه القلق في أدمغة الفئران، وتوصل الباحثون في جامعة ولاية فلوريدا إلى أن السلوك ناجم عن التغيرات اللاجينية التي تظهر في اللوزة الدماغية.
ويذكر الباحثون، أن هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى متابعة البحث في الصلة بين الأسبارتام والقلق لدى البشر، وتتوافق النتائج مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن الأشخاص الذين يستهلكون مستويات عالية من الأسبارتام هم أكثر عرضة للإبلاغ عن القلق من أولئك الذين يستهلكون مستويات أقل.
قالت لجنة الخبراء المشتركة في عام 1981، إن الأسبارتام آمن للاستهلاك ضمن الحدود اليومية المقبولة، وتشاركت الجهات التنظيمية في عدد من البلدان منها الولايات المتحدة ودول أوروبية وجهة النظر تلك على نطاق واسع.
ولا يؤخذ في الاعتبار الكمية الآمنة التي يمكن أن يستهلكها الشخص من تلك المادة دون الإضرار بصحته.
وتأتي هذه النصيحة للأفراد من لجنة خبراء منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن المواد المضافة إلى الأغذية، إلى جانب قرارات الجهات التنظيمية الوطنية.
واللجنة تعرف باسم “لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية”.
ومع ذلك، أثارت قرارات مماثلة لوكالة بحوث السرطان في الماضي فيما يتعلق بمواد مختلفة مخاوف المستهلكين بشأن استخدامها، وأدت إلى رفع دعاوى قضائية، وضغطت على الشركات المصنعة لإعادة صنع وصفات وإيجاد بدائل.
وأدى ذلك إلى انتقادات بأن التقييمات يمكن أن تكون مربكة للجمهور، فيما تعمل لجنة الخبراء المشتركة على مراجعة استخدام الأسبرتام هذا العام، وبدأ اجتماعها في نهاية يونيو.