استعدت السلطات الفرنسية اليوم السبت لخامس ليلة على التوالي من أعمال الشغب بإرسال تعزيزات إلى المدن المضطربة، وذلك بعد دفن الشاب نائل البالغ من العمر 17 عامًا والذي أدى مقتله على يد شرطي إلى اندلاع الاحتجاجات العنيفة.
وألقت الشرطة القبض على 1311 شخصًا ليل الجمعة والسبت، وهو أعلى رقم منذ بدء الاحتجاجات العنيفة الخاصة بمقتل نائل في ضاحية نانتير بباريس يوم الثلاثاء.
وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانين للصحفيين إنه سيتم نشر 45 ألف عنصر من قوات الأمن ليل السبت إلى الأحد – وهو نفس العدد في الليلة السابقة – ولكن مع إرسال قوات ومعدات إضافية إلى ليون وجرينوبل ومرسيليا التي شهدت أسوأ أعمال شغب في الليلة السابقة.
وأضاف دارمانين أن العدد سيتم “تعزيزه بشكل كبير” في هذه المدن “من أجل استعادة النظام الجمهوري بالكامل”.
كما أشار إلى أن عددًا من رجال إنفاذ القانون أصيبوا خلال مواجهات أمس السبت، موضحًا أن أحداث الشغب كانت أقل حدة من الأيام الماضية.
وأوضح دارمانان أنه سيتم محاسبة كل من يتعرض لرجال الشرطة، كما سيتم توفير كافة التعزيزات الأمنية في ليون ومارسيليا للتعامل مع الشغب.
وأشار إلى أنه سيتم التعرف على هوية منفذي أعمال الشغب عبر كاميرات المراقبة، داعيًا الآباء إلى إبقاء الأطفال في المنازل بعد توقيف قُصّر.
وكشفت الاحتجاجات على وفاة المراهق، الذي يكون من أصل جزائري، عن التوترات العرقية الشديدة في فرنسا الحديثة وضرورة زيادة الرقابة على الشرطة.
وتعد الأزمة الأخيرة تطور غير مرحب به بشكل كبير بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي كان يتطلع إلى المضي قدما في ولايته الثانية بعد أن واجه احتجاجات اندلعت في يناير بشأن رفع سن المعاشات التقاعدية.
وفي مؤشر على خطورة الأزمة، أرجأ ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ غدًا الأحد.
وأعلنت الرئاسة الألمانية أن ماكرون تحدث هاتفيا مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير “وأبلغه بالوضع في بلاده”.