عام 254 هـ حدثت أحداث مهمة كثيرة في عهد الخليفة المعتز ، منها تولي أحمد بن طولون حكم مصر ، فماذا يقول التراث الإسلامي؟
وكتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان (ثم دخلت سنة مائتان وأربع وخمسون) يقول:
وفيها أمر الخليفة المعتز بقتل عاهرة الشرابي ونصب رأسه في سامراء ثم في بغداد واحترق جسده وأخذ ماله ومحاصيله..
فيه الخليفة احمد بن طولون حاكم الاراضي المصرية وهو باني الجامع الشهير هناك..
وحج أهله فيه علي بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد. توفي هناك وجهاء: زياد بن أيوب الحسيني.
وعلي بن محمد بن موسى الرضا ، يوم الاثنين ، بقي أربعة من جمادى الآخرة في بغداد..
وصلى عليه أبو أحمد المتوكل في الشارع المنسوب لأبي أحمد. ودفن في منزله ببغداد.
ومحمد بن عبد الله المخرمي.
ومحل بن إيهاب.
أبو الحسن علي الهادي
هو ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن ابي طالب. الأئمة الإثني عشرية ، وهو والد الحسن بن علي العسكري المنتظر من المذهب المنحرف الجاهل الباطل الخاطئ..
كان عابدا زاهدا نقله المتوكل إلى سامراء حيث أقام أكثر من عشرين عاما في شهور قليلة.
مات فيه هذا العام.
وذكر المتوكل أن في بيته أسلحة وكتب كثيرة ، فأرسل قطعة قماش فوجده جالسًا في مواجهة القبلة ، وكان يرتدي درعًا من الصوف ، وكان على الأرض بلا حاجز ، فأخذوه هو أيضا وحملوه إلى المتوكل وهو يشرب. في يده وقال: أيها أمير المؤمنين ما دخل إلى باطني ولم يختلط لحمي ودمي قط ، فاعفوني منه..
فعفا عنه ، ثم قال له: اقرأ لي الشعر فأقرأه:
قضوا الليل على الجبال يحرسونهم ** وهزموا الرجال فلم يثروهم النقص
ونزلوا بعد المجد من حصونهم ** فوضعوا في الحفر
نادى عليهم صراخ بعد دفنهم ** أين الأسرة والتيجان والجلباب؟
أين الوجوه المباركة ** بغيرها تضرب النقاب والتعب
فكشفهم القبر عندما سألهم ** تلك الوجوه بها ديدان تقتلها
لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يأكلوا ولم يرتدوا ملابسهم ** لذلك بعد وقت طويل كانوا قد أكلوا
قال: بكى المتوكل حتى بلل التراب ، وبكى من حوله في حضوره ، وأمر برفع الشراب ، وأمره بأربعة آلاف دينار ، فذاب منه وأعاده إلى بيته تكريما. رحمه الله .