تمكّن منتخب مصر لكرة القدم تحت 23 عامًا، من حسم تأهله إلى نهائي بطولة أمم إفريقيا بعد فوزه على منتخب غينيا بهدف دون رد في مباراة نصف النهائي التي أُقيمت على ملعب طنجة في المغرب.
وبهذا الفوز، ضمن المنتخب المصري مقعده في الأولمبياد الصيفي في باريس 2024، بعد تأهله رسميًا بتحقيقه المركز الأول أو الثاني في بطولة أمم إفريقيا.
ويتزامن هذا التأهل مع العداء التاريخي بين مصر والكيان الصهيوني، الذي يجعل تأهل مصر إلى الأولمبياد أمرًا غير مرحب به من قبل الشارع الرياضي المصري.
وينص قانون البطولة أن يتأهل أصحاب أول ثلاثة مراكز في أمم افريقيا تحت 23 عاما إلى الأولمبياد مباشرة، أما صاحب المركز الرابع فيتنافس مع نظيره من قارة آسيا على بطاقة التأهل للأولمبياد.
وتأهل الكيان الصهيوني رسميًا إلى أولمبياد باريس 2024، بعد فوزه على منتخب جورجيا بركلات الترجيح في بطولة أوروبا “يورو”.
وكان الكيان الصهيوني، تعادل مع منتخب ألمانيا وخسر أمام منتخب إنجلترا، قبل أن يفوز على التشيك في مباراته الأخيرة، ويحتل المركز الثاني في مجموعته برصيد 4 نقاط.
وبذلك يستمر العداء التاريخي بين مصر والكيان الصهيوني في المنافسة على الميداليات الأولمبية.
ونقلت التقارير الرياضية أن منتخب الكيان الصهيوني حقق فوزاً صعباً على جورجيا في مباراة الدور ربع النهائي.
وتمكن الفريق من الفوز بنتيجة 4-3 بركلات الترجيح، بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي دون أهداف.
وبهذا الفوز، يتأهل منتخب الكيان الصهيوني إلى الدور نصف النهائي للبطولة، حيث سيلتقي مع المنتخب الإنجليزي في مباراة مرتقبة يوم الأربعاء.
وتقام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية تحت إشراف اللجنة الأولمبية الدولية، وليس تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.
والجدير بالذكر أن لوائح اللجنة الأولمبية الدولية لا تعترف بإنجلترا كدولة منفصلة، إذ تصنفها جنبًا إلى جنب مع إسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية ضمن كيان واحد يسمى بريطانيا.
ولهذا السبب، ضمن منتخب إسبانيا والكيان الصهيوني، التأهل إلى أولمبياد باريس 2024، رغم أنها لم تخض حتى الآن مباريات دور نصف النهائي من أمم أوروبا تحت 21 عامًا.
ووفقًا للتقارير الرياضية، يتأهل 16 منتخبًا إلى الأولمبياد في كل دورة، وتقسم هذه الفرق إلى 4 مجموعات، حيث يحظر وجود فرق من نفس القارة في مجموعة واحدة.
منتخب مصر في مواجهة الكيان الصهيوني
وهذا يزيد من احتمالية مواجهة منتخب مصر مع الكيان الصهيوني في بطولة كرة القدم.
ومن المثير للاهتمام أنه لم يحدث من قبل أن التقى منتخب مصر العريق مع الكيان الصهيوني في أي بطولة لكرة القدم، مما يجعل المباراة المقبلة في الأولمبياد الأولى التي يلتقيان فيها.
منتخب مصر يرفض وبشدة
ووفقًا للتقارير الرياضية، كان الجانب المصري يرفض بشدة مشاركة الكيان الصهيوني في أي بطولة لكرة القدم، حيث انسحب من بطولات عديدة في الماضي، وهذا ما تبين في العديد من المواقف.
وقبل بطولة الأولمبياد الباريسية، كان هناك العديد من المواقف السلبية من قبل المنتخبات والأندية واللاعبين المصريين عمومًا تجاه الكيان الصهيوني، وخاصة في كرة القدم.
ومن بين هؤلاء اللاعبين كان محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الإنجليزي الحالي وفريق بازل السويسري السابق، الذي التقى بفريق مكابي تل أبيب في الماضي، وكان غير مرحب به رفقة محمد النني، لاعب الوسط، في الأراضي المحتلة، فقامت الجماهير بإطلاق صافرات استهجان عند لمسهم للكرة، وعلى الرغم من ذلك، تمكن صلاح وزميله محمد النني من تحقيق الفوز والتأهل للدور النهائي والمؤهل للبطولة القارية.
بالإضافة إلى رفض لاعبون آخرين اللعب أمام أنديه صهيونية عندما كانوا يلعبون في أوروبا، مثل نادر السيد وأحمد حسن، بالإضافة إلى رفض محمد أبو تريكة، نجم المنتخب المصري السابق، المشاركة في مباراة ودية مع نجوم العالم كانت مقررة في سبتمبر عام 2014، بدعوة من بابا الفاتيكان، بسبب مشاركة لاعب الكيان الصهيوني يوسي بنايون.
فضلاً عن أحمد الشيخ، لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق، الذي انسحب من بطولة دورة “فيفا” للألعاب الإلكترونية عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، وذلك بعدما أسفرت القرعة عن وقوع منتخب مصر مع تركيا والكيان الصهيوني ورومانيا.
الكيان الصهيوني يطلب ودية مع مصر
ورغم الرفض التام الذي يعلمه الكيان الصهيوني من المنتخبات والأندية المصرية بشكل عام، إلا أنه في 2016 طلبوا لعب مباراة ودية مع منتخب مصر لكسر حاجز الجمود وإزالة التوتر النفسي القائم بين المنتخبين.
ووقتها رفض العقل والقلب أن تقام هذه المباراة الودية حيث أكد أحمد مجاهد والذي كان متحدثًا باسم اتحاد الكرة: “الكيان الصهيوني أرسل دعوة للاتحاد المصري لكرة القدم عام 2010 لإقامة مباراة ودية مع منتخب مصر الفائز ببطولة إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، ورفضها اتحاد الكرة”.
وأضاف: “الكيان الصهيوني كرر الطلب من جديد، ولا يمكن أن نوافق عليه، بل من رابع المستحيلات، فليس من سياسة اتحاد الكرة ولا من مصلحة أي مصري غيور ومخلص لقضايا أمته أن يوافق على طلب مثل هذا”.
وأتم: “لن نسمح أو نوافق على إقامة مباراة مع منتخب أو أندية الكيان الصهيوني، لأن فكرة اللعب معه مرفوضة نهائيا مهما كان الأمر”.
ومن ضمن مواقف منتخب مصر مع الكيان الصهيوني أيضا هو رفضه استكمال تصفيات بطولة كأس العالم عام 1958 بسبب مشاركته في البطولة.