صدر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د. أحمد بهي الدين كتاب “الاستثمار في المعرفة: مقدمة للتنمية المستدامة” للدكتور محمد خليل محمود.
يناقش الكتاب إحدى أهم القضايا العلمية التي تهم الكثير من الكتاب والمؤلفين وهي قضية الاستثمار في المعرفة وانعكاسها على التنمية المستدامة والتي تعد من المصطلحات الشاملة لمفهوم التنمية حيث تتميز التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة ونصيبهم من الموارد المتاحة في المجتمع وعدم الظلم عليهم.
ولأن التنمية المستدامة أصبحت هدفًا استراتيجيًا وواقعًا لا يمكن تجاهله ، كان من الضروري تحقيق هذا الهدف من خلال مجموعة من الأدوات والوسائل. ويأتي على رأس تلك الأدوات والوسائل ما يتعلق بالاستثمار المعرفي الذي يمثل حجر الزاوية للنهوض بالاقتصاد الوطني بعد أن أصبح الاقتصاد الريعي غير قادر على تحقيق ذلك. الأهداف المطلوبة.
وقد حرصت الباحثة على دراسة هذا الموضوع وتحليله بقدر كبير من الموضوعية ، وحرصت على توثيق المعلومات من مصادر ذات ثقل علمي. الاستفادة منه في النهوض بالاقتصاد الوطني.
يجيب الكتاب على العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين المهتمين باقتصاد المعرفة ، وكذلك المهتمين بالاستثمار المعرفي ، بالإضافة إلى أنه إضافة علمية مهمة ومساهمة ملموسة يمكن الاستفادة منها في هذا. مجال.
في مقدمة الكتاب ..
يعيش العالم اليوم في واقع متغير يتسم بالديناميكية والاعتماد على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تطبيقات مختلفة في جميع مجالات الاقتصاد والإدارة ، مما أدى إلى نوع من التنمية المجتمعية التي تعتمد على العلم والمعرفة. ، مما أدى إلى ظهور نوع جديد من الاقتصاد أصبح يعرف بالاقتصاد الجديد أو اقتصاد المعرفة. إنه أسلوب مختلف تمامًا في ملامحه عن الاقتصاد التقليدي الذي ظهر مع الثورة الصناعية.
في ضوء هذا التطور وما صاحب ذلك من ثورة في تكنولوجيا الاتصالات متمثلة في الأقمار الصناعية وشبكات الفضاء والإنترنت والعولمة الاقتصادية ، وما ميز هذه العولمة من حيث ثورة المعلومات التي أضافت عنصراً جديداً لعناصر الإنتاج المتمثلة في المعرفة من خلال الإبداع والابتكار والاختراعات الحديثة التي أحدثت ثورة كبيرة في الفكر والنشاط البشري ، ولكن في جميع المجالات ، حيث لم تعد حمى الذهب والنفط والسيطرة على آليات الصناعة التقليدية تمثل القوة الاقتصادية في عصرنا ، بل القدرة على إنتاج المعرفة وفك رموزها أصبح من أولويات النشاط الاقتصادي.