تعتبر الصلاة على النبي ، هي مفتاح السعادة، ومفتاح كل خير، والمسلم الذي يبتغي السعادة عليه أن يكثر من الصلاة على النبي في أغلب أوقات يومه، بما لا يقل عن ألأف مرة يوميا ، فلا مخرج لنا من البلاء إلا بالصلاة على النبي.
الصلاة على النبي
من فضائل الصلاة على النبي ، أنها تكفر الذنوب، و تفرج الكروب، وتيسر الغيوب، كما أن الصلاة على النبي تجعل الإنسان من أحبائه في الدنيا والآخرة؛ أما في الدنيا فيقول سيدنا رسول الله: (حياتي خير لكم؛ تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم؛ فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيء استغفرت الله لكم) ، ويقول النبي: (إن أولاكم بي يوم القيامة أكثركم علي صلاة)، ويقول: (إِنَّ الْبَخيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ) .
واستهان الناس بكثرة الصلاة على النبي فتركوها، وما التزمها إلا الأقل، وقد كنا شعبًا محبًّا لرسول الله في الظاهر والباطن، مكثرين من الصلاة عليه في الليل وفي النهار، حتى كان البائعون ينادون بالصلاة عليه على سلعهم، ورفع ذلك في أزماننا النكدة، كما رفع التأسي به في حياتنا ،فلا تستقلوا الصلاة على سيدنا النبي؛ فإنها عند الله عظيمة ؛ إنها تحفظ الإنسان من الذنوب ، وإنها تستر من العيوب ، إنها كنز معنا لا نحسن استعماله، ولا نحسن أن نقصد به وجه الله سبحانه وتعالى.
صيغة الصلاة على النبي
“الْلَّهُم صَل عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آَل سَيِّدِنَا مُحَمِّد ،كَمَا صَلَّيْت عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْم وَعَلَى َآَل سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْم ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ” .
فوائد الصلاة على النبي
ورد في فوائد الصلاة على النبي ، ما وراه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا) [رواه مسلم].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه مائة، ومن صلى علي مائة كتب الله له براءة من النفاق بين عينيه، وبراءة من النار وأنزله الله يوم القيامة مع الشهداء) [الطبراني في الأوسط والصغير].
كما أن الله يُرقي بهذه الصلاة رسوله صلى الله عليه وسلم في درجات الكمال، فإن الكمالات لا تتناهى، فيرفعه بها في نهايات القرب والرضوان، فعن أبي طلحة عن أبيه قال : (جاء النبي صلى الله عليه وسلم يومًا وهو يري البشر في وجهه، فقيل : يا رسول الله، إنا نرى في وجهك بشرًا لم نكن نراه، قال : أجل، إن ملكًا أتاني، فقال لي يا محمد، إن ربك يقول لك : أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك إلا سلمت عليه عشرا، قال : قلت بلى) [الدارمي في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه].
وتطهر الصلاة على النبي ، النفس من الخبث، وتُشفي القلب من كل مرض يحول بينه وبين ربه، فما زال المؤمن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يلقى ربه بقلب سليم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صلوا علي فإن الصلاة علي زكاة لكم) [ابن أبي شيبة في مصنفه، والحارث في مسنده].