أثارت صحيفة الإندبندنت البريطانية جدلا وإدانة من الجالية اليهودية في المملكة المتحدة، بعد أن نشرت رسما كاريكاتيريا يوم الأربعاء الماضي يشبه هجوم الجيش الإسرائيلي على جنين بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي تعليق لها على الموضوع، قالت صحيفة جيروزاليم الإسرائيلية إن رسام الكاريكاتير المذكور ديف براون كان قد تعرض لانتقادات من قبل لرسمه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون في شكل وحش مشوه يلتهم الأطفال الفلسطينيين.
ويصور الرسم رجلا فلسطينيا ملقى على الأرض ووجهه لأسفل محاطًا بالركام وتحلق فوقه طائرات مقاتلة، كما تظهر بوضوح لافتة بها ثقوب من أثر اختراق الرصاص، وقد كُتب عليها “جنين”، لكن الرجل الملقى على الأرض استخدم الدم لتحويل الكلمة إلى “أوكرانيا”.
وبجانب الرجل، كتب رسام الكاريكاتير “هل تراني الآن؟” للإيحاء بأن محنة الفلسطينيين مغيبة لأن التركيز والاهتمام منصب على معاناة أوكرانيا.
Tomorrow’s @Independent cartoon… #Jenin #JeninRefugeeCamp #JeninUnderAttack #Palestine #Israel #IsraeliOccupation pic.twitter.com/y8PZ7e7mwc
— Dave Brown (@DaveBrownToons) July 4, 2023
وقالت الصحيفة إن هذا الكاريكاتير قوبل بغضب من المجتمع اليهودي البريطاني، إذ قال متحدث باسم مجلس القيادة اليهودية لصحيفة “جيويش كرونيكل” إن هذه “محاولة واضحة لإنكار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من خلال إلقاء معادلة زائفة بين الأوكرانيين والإرهابيين الفلسطينيين المسلحين”.
وقال العضو في منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل (UKLFI)” جوناثان تورنر لصحيفة جيروزاليم بوست إن “الرسائل التي تنقلها الرسوم الكاريكاتيرية في صحيفة الإندبندنت خاطئة تمامًا.. وجنين ليست مثل أوكرانيا بل هي نقيضها تماما، كما أن مثل هذه التشويهات تزيد من ظاهرة معاداة السامية”.
كما قال متحدث باسم الجمعية اليهودية الوطنية (NJA) لصحيفة كرونيكل إن منظمته “غاضبة” بشدة من هذه المقارنة، إذ إن “الأوكرانيين يقاتلون لأن أراضيهم قد تم غزوها، ولا يسعون إلى تدمير روسيا وقتل كل الروس”، كما هو الهدف المعلن للفلسطينيين تجاه الإسرائيليين، على حد تعبير غاري موند.
واتهم موند وسائل الإعلام البريطانية بالانحياز ضد إسرائيل، مشيرا إلى مقابلة أجريت مؤخرا قالت فيها مذيعة “بي بي سي” لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن الجيش الإسرائيلي سعيد بقتل الأطفال.