صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين كتاب «عبد الحميد بك العبادي.. المؤرخ والأديب» للدكتور علاء مصري النهري.
يضم الكتاب أربعة فصول، يتناول الفصل الأول نشأة وتعليم عبد الحميد بك العبادي، والفصل الثاني يتناول عمله استاذا للتاريخ الإسلامي، وخصص الفصل الثالث لمؤلفاته ومقالاته، والفصل الأخير يتناول جوانب أخر من حياته، كمعاركه ونقده لآراء المستشرقين وشعره ووطنيته واهتمامه بشئون الأمة، ورحلاته العلمية.
ثم ختم الفصل بظروف وفاته، واردفته بأربعة ملاحق تضم أربعة من أهم ابحاثه ومقالاته عن علم التاريخ وفلسفته.
عرج الأستاذ العبادي في سماء التاريخ السياسي حتى سامي النجم، وخاطب في الوقت نفسه القراء بمألوف حديثهم ومتعارف معانيهم، ثم هو وصاف مبدعٍ؟ إذا تصدى لوصف الطبيعة أراك مفاتنها، وجلاً على عينك ما يجري بين كائناتها من صراعٍ، وأسمعك ما يدور بين أشجارها من حديث، لقد أدرك قوام التاريخ وملاكه: أدرك معنى الجميل من حوادثه، ومعنى الجليل من عظمائه، وعرف كيف يعبر عنهما.
عرفت الشعوب العربية المختلفة الأستاذ العبادي من مقالاته ومحاضراته؛ فقدرت ذوقه التاريخي تقديرا لم يبلغه أحد من مؤرخي الإسلام في الشرق الحديث؛ فله فضل كبير على التاريخ الإسلامي تعرفه حق المعرفة أجيال تخرجت على يديه .
العبادي يعد أحد اعلام الفكر الربي، وأبا التاريخ الأندلسي بالجامعات المصرية ولسان الدين بن الخطيب العصر الحديث، وهو في الوقت نفسه شجرة زيتون التاريخ، لا شرقي ولا غربي، لكونه جمع بين الاثنين، أخذ من الشرق علومه ولغته ومن الغرب مناهجه العلمية ولغاته أيضًا فاثمرت شجرته المباركة ايما ثمر.
عبد الحميد العبادي، عالم بالتاريخ الإسلامي، من كبار المؤرخين والباحثين المصريين، عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق، أستاذ جامعي، وكان عميداً لكلية الآداب في جامعة الإسكندرية من 1942ـ1952، ويعدّ من جيل الأوائل الذين أسسوا الجامعة المصرية وأسهموا في الحياة الجامعية على أسس قوية متينة.