تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الأنباء المتداولة حول مقتل القيادي الداعشي “أبو أسامة المهاجر” في غارة جوية شرقي سوريا، إذ أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتاكوم) الأحد ٩ يوليو، في بيانها عن استهداف غارة جوية الجمعة الماضية للإرهابي دون أن تسفر عن سقوط مدنيين.
وتعقيبًا على نتائج الغارة الجوية، يؤكد المرصد أن القضاء على قيادات التنظيمات الإرهابية يحدث أثرًا على المدى القصير إلا أنه لا يعد حلًا فعالًا بمفرده للقضاء عليها ووقف التطرف. ويضيف مرصد الأزهر أن مكافحة الإرهاب ينبغي أن يتخذ مساران أحدهما عسكري وأمني والآخر فكري، فتلك التنظيمات التي تشكلت على أسس فكرية وأيديولوجية، ترتكز مواجهتها على الجانب الفكري لحماية الشباب واليافعين من الاستمالة إليها خاصة مع استخدامها خطابا قائما على المظلومية ويدغدغ الجانب العاطفي الذي في طور التشكل لديهم.
وهنا يلفت إلى التجربة المصرية في هذا الأمر، حيث حاربت مصر الإرهاب عسكريًا بالتوازي مع مكافحته فكريًا عن طريق مؤسسة #الأزهر_الشريف ونشر فكرها الوسطي الذي يُعد الرواية المضادة للفكر المتطرف، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة كافة.
ويوضح المرصد أن عملية اغتيال “المهاجر” تعكس استمرار الاستراتيجية المعروفة بـ “قطف الرؤوس” التي تتبناها قوات التحالف للقضاء على قيادات التنظيمات الإرهابية حول العالم، بغرض إحداث إرباك داخل التنظيمات التي يقودونها، ومن ثَمَّ إفشال خططها والتأثير سلبًا على عناصرها.
يذكر أن العملية الجوية تأتي في إطار سياسة استهداف قادة التنظيمات الإرهابية التي اتبعتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر، وذلك بالقبض عليهم أو تصفيتهم عن طريق غارات جوية مكثفة أو طائرات دون طيار بعد رصد أماكنهم، بالتعاون مع عناصر محلية تعيش في مناطق الصراع.
ومن أشهر من تم تصفيتهم بهذه الطريقة “أبو مصعب الزرقاوي” في عام 2006، و”أسامة بن لادن”، عام 2011، و”أبو مسلم التركماني” عام 2015، و”أبو محمد العدناني” عام 2016، و”أبو الخير المصري” في عام 2019، “أبو بكر البغدادي” عام 2019، و”أبو إبراهيم القرشي” عام 2022. وهو ما تفاعل معه تنظيم داعش الإرهابي، واتخذ من الاحتياطات الأمنية ما يمكن أن يجنب قياداته هذا المصير.
ومن أهم الإجراءات التي اتخذها “داعش” كي يؤمن قادته عدم ظهورهم في الإعلام، فـ “أبو بكر البغدادي” لم يظهر سوى مرتين، الأولى عام 2014 على منبر “مسجد النوري الكبير” ليعلن قيام دولته المزعومة، والثانية عام 2019 ليعلن انتهاء سيطرته المكانية بسقوط “الباغوز”. كما اختبئ “البغدادي” في الريف الشمالي لمحافظة “إدلب”، التي لم يتوقع أحد أن يلجأ إلى الاختباء بها، لوجود عناصر “هيئة تحرير الشام” بها للخلافات بين التنظيمين، التي هدد زعيمها “الجولاني” وقتها بشن حربٍ على “داعش” ليس في سوريا فقط، بل وفي عقر داره في العراق.