تواصل القتال اليوم الثلاثاء في العاصمة السودانية الخرطوم، وبينما حذرت الأمم المتحدة من كارثة صحية نفت قوات الدعم السريع تجنيد مرتزقة في صفوفها وعبرت عن ترحيبها بدعوة 4 دول من منظمة إيغاد لوقف إطلاق النار في ختام قمة استضافتها أديس أبابا أمس الاثنين.
وقد أفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات طائرات حربية تحلّق جنوب شرقي الخرطوم وأم درمان، مضيفا أن قوات الدعم السريع تصدت للطيران بالمضادات الأرضية.
وفي تطور آخر، أعلن مطار الخرطوم الدولي أن سلطة الطيران مددت إغلاق المجال الجوي حتى 31 يوليو/تموز الجاري.
وأفاد المطار بأن هناك استثناءات للإغلاق تشمل رحلات المساعدات الإنسانية والإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة.
ومع اقتراب الشهر الرابع خلّفت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع أكثر من 3 آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- وما يزيد على 2.8 مليون نازح ولاجئ داخل السودان وخارجه، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
نفي وترحيب
سياسيا، نفى يوسف عزت مستشار قائد قوات الدعم السريع في تصريحات للجزيرة وجود مرتزقة أجانب في صفوف الدعم السريع، وقال “حتى منتصف أبريل كنا قوى وطنية ضمن الجيش السوداني، وفجأة أصبحنا مرتزقة”.
كما رحب عزت بنتائج قمة المجموعة الرباعية لإيغاد ومبادرة وقف إطلاق النار وجميع المبادرات العربية والأفريقية.
وكانت قمة تضم 4 رؤساء من دول منظمة إيغاد الأفريقية اختتمت أمس الاثنين في أديس أبابا، ودعا البيان الختامي للقمة طرفي الصراع إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والاحتكام إلى الحوار والتفاوض، مشددا على أنه لا حل عسكريا للصراع، كما دعا إلى البدء في فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات.
وقاطع وفد الجيش السوداني أعمال القمة بسبب ترؤس كينيا الجلسات، حيث تتهم الخرطوم الرئيس الكيني وليام روتو بعدم الحياد في الأزمة السودانية.
في المقابل، حضر القمة وفد من القيادات السياسية والمدنية السودانية بالإضافة إلى ممثلين عن قوات الدعم السريع.
يذكر أن “إيغاد” منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1996 وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم إلى جانب السودان وجنوب السودان كلا من إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وإريتريا.
وتتكون اللجنة الرباعية المعنية بالأزمة السودانية من إثيوبيا وجيبوتي وكينيا وجنوب السودان.
نداء أممي
إنسانيا، قالت الأمم المتحدة إن 11 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدة طبية، محذرة من كارثة صحية في البلاد.
وأكد بيان أممي أن القتال يعيق القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية في السودان.
وقال مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن السودان يعيش “حربا أهلية من أكثر أنواع الحروب وحشية”.
وأضاف غريفيث في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” أن العالم يحتاج إلى منتدى جديد لإجراء محادثات سعيا لوقف إطلاق النار في السودان.
وقالت السفارة الأميركية في الخرطوم إن انتصار أي من الطرفين في الصراع السوداني ستترتب عليه تكلفة بشرية غير مقبولة.
وأشارت السفارة في بيان إلى أن التسوية التفاوضية لا تعني العودة إلى وضع ما قبل 15 أبريل/نيسان الماضي.