في ظل الأزمة الراهنة في السودان، وحرصاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل؛
قمة دول جوار السودان
تستضيف مصر غداً الخميس ١٣ يوليو ۲۰۲۳ مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
صرح بذلك المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
جدير بالذكر أن السودان يشهد منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وأدى الصراع الدائر بالبلاد إلى مقتل أكثر من 2800 شخص، ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص، لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
بداية حقيقية لحل الأزمة
في هذا الصدد قال السماني عوض الله ، الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع الحاكم نيوز ، إن قمة دول الجوار السوداني التي دعا لها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غدا الخميس في القاهرة بداية حقيقية وجادة لحل الأزمة السودانية.
وأضاف خلال تصريحات لـ”صدى البلد” رغم أن هنالك مبادرات قد طرحت من قبل أطراف اقليمية ودولية لكنها لم تنجح نسبة لان الذين قاموا بطرح تلك المبادرات لا يملكون الخبرة الكافية في إدارة الأزمات خاصة الأفريقية ذات الطابع المعقد، مشيراً فشل جهود إيغاد الأخيرة نابع من كون ان دول المنظمة ليست لها تأثيرات كبيرة على الواقع بجانب ان اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة كينيا رفضها الجيش السوداني ليس تشكيكا في نوايا تلك الدول بقدر ماهو عدم حيادية رئيس تلك الرباعية الذي تربطه علاقات ومصالح شخصية مشتركة وان رئيس كينيا ربما يريد الحفاظ على مصالحه الشخصية على حساب وطن اسمه السودان.
واستكمل: دعوة الرئيس السيسي للاجتماع غدا في القاهرة اعتقد انها بداية حقيقية لحل الأزمة لان الجوار السوداني يؤثر ويتأثر بما يحدث في السودان بجانب ان هنالك عوامل متعددة ستؤدي الي نجاح هذه القمة وتقديم الحلول التي من شأنها وقف الحرب في السودان.
ومن عوامل نجاح قمة الخميس ان الرئيس السيسي ومنذ بداية الأزمة قام بجهود كبيرة واتصالات متعددة جعلته يقرأ المشهد ويتأني في كيفية المعالجة بجانب ذلك أن لمصر دور كبير في تنظيم وحل مثل هذه القضايا فقد قادت مبادرة ناجحة كتلك التي حدثت في ليبيا وغيرها من الجهود الأخرى.
ومن عوامل نجاح قمة القاهرة أيضا ان السيسي استفاد من سلبيات وايجابيات المبادرات المطروحة وسيتم تعضيد ما هو إيجابي ومعالجة ما هو سلبي لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
والمراقبون أنفسهم ينظرون الي قمة القاهرة بنوع من التفاؤل بأنها البوابة لحل الأزمة السودانية وان فرص النجاح أمامها كثيرة.
الترحيب غير المصنوع
وقال الكاتب الصحفي : إنه منذ اندلاع القتال في السودان منتصف أبريل الماضي ظلت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تقود جهود حثيثة على المحيط الإقليمي والدولي لوقف هذا الحرب لإدراكها التأثيرات السلبية على دول الجوار وتهديده للسلام والاستقرار فيها، و ابتعث السيسي مندوبيه لدول الجوار في حراك دبلوماسي مكثف افلحت في تحييد تلك الدول وحثها لاستخدام علاقاتها لتخفيف اثار هذه الحرب والاتصال بالأطراف المتنازعة من أجل الوصول الي وقف إطلاق النار، بل لم تخلو لقاءات الرئيس السيسي وأعضاء حكومته بالمسؤولين الا وقد تناولت القضية السودانية بل افراز مساحة واسعة لها في تلك اللقاءات.
وأردف : مصر التي فتحت أبوابها على مصراعيها الفارين من الحرب دون من أو اذي بل وفرت لهم كافة السبل للدخول الي أراضيها بسلام آمنين وقالت لهم ” ادخلوها بسلام آمنين”، كما أن اعلامها ظل يساند بقوة الوصول الي وقف الحرب والدخول في محادثات من شأنها وقف تلك المعاناة، والشعب المصري كله ظل يتعاطف مع السودانيين في محنتهم وظل هذا الشعب يمتص الآثار النفسية لهذه الحرب من خلال الترحيب غير المصنوع والصادق وعبارات” يا عم نحن اخوات” ترن في أذن كل سوداني داخل اراضي المحروسة وكذلك عبارة “مصر والسودان واحد” في إشارة الي الفواصل الحدودية التي لم تمنع هذا التقارب بين شعبي وادي النيل.
وأشار : عبد الفتاح السيسي هذا الرئيس الذي جاء الي مصر في وقت تحتاجه المحروسة وتحتاج اليه دول الجوار لحكمته وخبرته في إدارة ملفات معقدة مثل ما يحدث في السودان فقد بذل جهود مقدرة وناجحة في دعوة دول الجوار السوداني للاجتماع في القاهرة الخميس، واعتقد ان هذا المؤتمر او هذا الاجتماع في الوصول إلى نتائج من شأنها تضع النقاط فوق الحروف لحل الأزمة السودانية فهي ام الدنيا وستظل مصر اما لكل الأمة العربية {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ}.