اختتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس -اليوم الأربعاء- زيارة نادرة لمدينة جنين بالضفة الغربية، وامتدح صمود مخيم جنين في وجه العدوان الإسرائيلي، وقال إنه بات أيقونة النضال والتحدي. وتأتي زيارة عباس بعد نحو 10 أيام من عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في جنين وصفت بالأعنف منذ 20 عاما.
وتعهد عباس، خلال جولة تفقدية في ساحة مخيم جنين، بإعادة إعمار فوري لمدينة جنين ومخيمها، وأشاد بتضحيات السكان ومن بينهم من قضوا وجرحوا جراء الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وأضاف أن “مخيم جنين صمد في وجه العدوان وقدم التضحيات في سبيل الوطن، ونحن لا بد أن نتحدى كل من يريد أن يهزمنا وأن يعتدي علينا، وسنبقى في بلدنا ولن نرحل منها حتى يرحل الاحتلال عن أرضنا”.
وأكد الرئيس الفلسطيني التمسك بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المستقلة وبحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، كما شدد على فرض “سلطة ودولة واحدة، وقانون واحد، وأمن واستقرار واحد”، مهددا بأن “كل من يعبث في وحدتنا وأمننا لن يرى إلا ما لا يعجبه، واليد التي ستمتد إلى وحدة الشعب وأمنه وأمانه ستقص من جذورها”.
وكان عباس وصل مدينة جنين ومخيمها صباح اليوم الأربعاء على متن مروحية أردنية، ولم يسبق له التوجه إلى مخيم جنين منذ توليه رئاسة السلطة عام 2005، في حين كانت زيارته الأخيرة لجنين قبل 11 عاما.
وأعلنت محافظة جنين إلغاء اجتماع كان مقررا بين عباس وممثلي الفعاليات الشعبية والرسمية في المدينة من دون توضيح أسباب ذلك.
وتأتي زيارة عباس بعد أسبوع من اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين، وأسفرت العملية التي استمرت لمدة 48 ساعة عن استشهاد 12 فلسطينيا ومقتل جندي للاحتلال وخلفت دمارا واسعا في المخيم.
كذلك تأتي زيارة عباس إلى المخيم -الذي يقطن فيه 18 ألف نسمة- بعد أيام من إبعاد 3 من كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية من جنازة، وسط غضب الحشود المشاركة من رد فعل السلطة على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وعادة لا يقوم عباس بأي زيارات للمدن الفلسطينية، باستثناء مدينة بيت لحم التي يزورها للمشاركة في أعياد الميلاد ولقاء عدد من الزعماء الذين يزورون كنيسة المهد.