12/7/2023–|آخر تحديث: 12/7/202305:20 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس إن ما يسمى بالحكومة الحالية فقدت السيطرة على البلاد، فيما ذكر مراسل الجزيرة في الخرطوم إن الجيش استهدف بقصف جوي تمركزا للدعم السريع شرقي العاصمة الخرطوم.
وأضاف رئيس البعثة الأممية في السودان بيرتس إن الحكومة السودانية فقدت ثقة دول المنطقة، وأضاف فولكر أن اجتماع الإيغاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا “حقق تقدما من حيث مستوى الحضور وهو مبادرة أولية وستتبعه لقاءات أخرى”.
وحسب بيرتس فإن البيان الختامي لاجتماع الإيغاد تأسف لعدم حضور الجيش وليس لعدم حضور الحكومة.
وقال فولكر للجزيرة إن الحكومة السودانية منعته من دخول البلاد وهذا أمر يؤثر على جهود الأمم المتحدة، مؤكدا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هو من يقرر من يمثله في السودان.
وردا على تصريح بيرتس، قال مصدر في وزارة الخارجية السودانية للجزيرة إن السودان يرفض المبعوث الأممي لأن مشروعه يهدف إلى تفتيت البلاد.
طلب البرهان
وكان عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش طالب في مايو/أيار الماضي بإنهاء مهام فولكر بيرتس، واختيار بديل عنه.
واتهم البرهان بيرتس في رسالة إلى الأمين العام الأممي بـ “منح انطباع سلبي عن حيادية الأمم المتحدة واحترامها سيادة الدول، وكان سلوكه يتسم بنسج التعقيدات وإثارة الخلافات بين القوى السياسي”.
وجاء تصريح فولكر ذلك ردا على سؤال للجزيرة بشأن بيان الخارجية السودانية الذي أعلنت فيه رفض نشر أي قوات أجنبية في السودان.
وكانت الحكومة السودانية أبدت في بيان أمس الثلاثاء عن رفضها إشارة بيان اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى بحث نشر قوات شرق أفريقيا للطوارئ لحماية المدنيين بالسودان.
وأكدت الخارجية السودانية أنها ترفض نشر أي قوات أجنبية في السودان، و”سنعتبرها قوات معتدية”.
التطورات الميدانية
وأفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم أن النيرات اشتعلت إثر قصف جوي بالقرب من تمركز قوات الدعم السريع شرقي الخرطوم بالقرب من شارع الستين.
ورصد المراسل صوت ارتطام قوي نتجت عنه نيران وسحب دخانية بالقرب من أحد المواقع بحي الفردوس شرقي الخرطوم، وبالقرب من شارع الستين حيث تنتشر قوات الدعم السريع.
ويعتقد أن الموقع استهدف عبر سلاح الجو السوداني، وأن إصابات بشرية قد وقعت وفقا لشهود عيان شاهدوا وصول سيارات إسعاف للمكان، ومغادرته على عجل.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار متقطع في مدن العاصمة السودانية، بالتزامن مع تحليق مستمر للطائرات الحربية التابعة للجيش، وأضاف أن المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع تصدت لها، مشيرا إلى تصاعد أعمدة دخان كثيف في أجواء وسط مدينة الخرطوم.
وقالت قوات الدعم السريع، في صفحتها الرسمية على فيسبوك، إن قواتها تحاصر القيادة العامة للجيش في العاصمة، وأضافت أنه “لا مفر للانقلابيين سوى الاستسلام أو يلقوا مصيرهم المحتوم”.
ونشر الدعم السريع صورا قالت إنها لقواتها داخل القيادة العامة للجيش اليوم الاربعاء.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الصحة السودانية إن 21 مستشفى يعمل في مدن ولاية الخرطوم الرئيسية، وأكدت توفر الخدمات العلاجية للمواطنين رغم التحديات التي تواجه هذه المشافي. وحددت الوزارة 4 مستشفيات في جنوب مدينة الخرطوم، و7 مستشفيات بمدينة الخرطوم بحري (شمال) و10 مستشفيات بمدينة أم درمان (غرب).
دول الجوار
ومن المقرر أن تستضيف القاهرة مؤتمر قمة دول جوار السودان غدا الخميس لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الاجتماع يهدف إلى وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
وقال وزير خارجية السودان علي الصادق، اليوم الأربعاء، إن بلاده تنظر بإيجابية لمبادرة الوساطة المصرية، معتبرا أن تحقيق أهدافها سيصعب في حال إقحام آخرين من خارج المنطقة.
وأضاف الصادق في تصريحات إعلامية نقلها التلفزيون الرسمي: ننظر بإيجابية إلى المبادرة المصرية لبحث سبل إنهاء الصراع في السودان ونتمنى تحقيق أهدافها وحل مشاكل السودان.
وقال مصدر في الخارجية السودانية للجزيرة إن السودان سيشارك في قمة دول الجوار بوفد يترأسه مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة، ويرافقه وزير الخارجية علي الصادق.
عقوبات بريطانية
وقالت الحكومة البريطانية اليوم الأربعاء إنها فرضت عقوبات على ثلاثة أفراد وستة كيانات في السودان على ارتباط بالقوات المسلحة، وقوات الدعم السريع. وأضافت لندن أن الأفراد والكيانات المستهدفة بالعقوبات شاركت في أنشطة أدت إلى “انتهاك اتفاقات الهدنة وتهديد السلم والاستقرار في البلاد”.
ومع اقتراب الشهر الرابع، خلّفت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 3 ملايين نازح ولاجئ داخل السودان وخارجه، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.