تبحث دول جوار السودان في القاهرة غدا الخميس، إيجاد حلول للأزمة السودانية التي دخلت شهرها الرابع منذ اندلاعها في 15 أبريل الماضي، حيث يسعى المجتمعون لوقف الصراع القائم بين الجيش الوطني وميليشيا الدعم السريع؛ حقنا لدماء الأشقاء السودانيين وإعادة الهدوء للبلد العربي الذي أنهكته الحروب والصراعات.
مؤتمر الجوار السوداني
ويعد مؤتمر دول الجوار السوداني أحدث حلقة فى سلسلة الدعم والمساندة غير المحدودة التي تقدمها القاهرة للخرطوم، وبحسب المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، سيضع المؤتمر آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
كما يأتي المؤتمر حرصًا من القيادة المصرية على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
وتتبع القيادة السياسية في مصر نهجاً في التعامل مع القضية السودانية والقضايا المشابهة وهو عدم التدخل فى شئون السودان الداخلية والشئون الداخلية لأي دولة أخرى، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية فى أزمة السودان الراهنة، وضرورة التنسيق مع دول الجوار لتدارك التداعيات الإنسانية للأزمة ومطالبة الوكالات الإغاثية والدول المانحة بتوفير الدعم اللازم لدول الجوار.
وتقف مصر على الحياد بين طرفي الصراع في السودان، وترجمت رؤيتها على أرض الواقع، والتى تقوم على عدم التدخل فى شئون السودان والانحياز لأى طرف على حساب الطرف الآخر، من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة، حيث زار مايو الماضى “مالك عقار”، نائب رئيس مجلس السيادة السودانى، القاهرة والتقى الرئيس السيسى لعرض تطورات الأوضاع، وأوضح مجريات الجهود الرامية لتسوية الأزمة، وعلى النحو الذى يحافظ على وحدة وتماسك الدولة، فضلًا عن سبل التعاون والتنسيق لإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة.
ولم تتخلَ مصر عن أشقائها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، وعبر أكثر من 70 ألف شخص إلى مصر من منفذى قسطل وأرقين – خلال الفترة من 15 أبريل إلى 7 مايو – فرارا من الحرب الدائرة فى السودان، بحسب وزارة الخارجية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
مصر لا تتخلى عن السودان
وقامت وزارة التضامن الاجتماعى من خلال جمعية الهلال الأحمر المصرى بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية فى السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتى شملت الآتي: استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل.
إضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كى يطمئن العالقون على ذويهم؛ وقيام الهلال الأحمر بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة من الجنسين والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التى تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسى، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية”.
كما أقامت جمعية الهلال الأحمر مركزا إغاثيا إنسانيا فى معبر أرقين الحدودى مع السودان، لمساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم على استكمال رحلاتهم حتى الوصول لمنازلهم سالمين”.
ومن جانبه قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مؤتمر دول جوار السودان تتوفر له عوامل النجاح، منها حضور كل دول جوار السودان بقيادة مصر، وهذا سيعمل على تحقيق إنجاز لأن هذه الدول الأكثر تضررًا من الوضع فى السودان، لذا ستعمل على إحداث تسوية للأزمة السودانية، وتعمل هذه الدول في الحفاظ على السودان والشعب السودانى دون تأييد طرف على حساب طرف.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذه الدول على يقين أن الأزمة الإنسانية فى السودان إذا لم يتم حلها سينتقل الأمر إليها، لذا تعمل على حل الأزمة السودانية، كما أن هدف مؤتمر دول جوار السودان المناشدة بوقف إطلاق النار، وهدنة إنسانية لا يتم خرقها، وإطلاق مسار سياسى واضح ينتهى بمستقبل أفضل للسودان، واجتماع دول جوار السودان هدفه بلورة رؤية تحترم كل المبادرات الدولية، وهذا يُعد تطويرًا للمبادرة التى أعلنت عنها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى، ودول جوار السودان إذا شعرت بأهمية التحرك من خلال سياق دولى ستتواصل مع مختلف الأطراف الدولية من أجل إحداث تسوية سلمية ونزع فتيل الأزمة السودانية.
واختتم قائلًا إن المبادرات السابقة لم تنجح فى ظل رؤية كل طرف فى الأزمة فى السودان أن أفضل طريقة للتعامل القتال لأن التسوية السياسية لن تحقق ما يصبو إليه، وهذا يقطع أى طريق للتسوية السلمية، والأطراف السودانية تتحفظ على بعض المبادرات لأنها تكون على حساب السودان، لكن مبادرة دول الجوار لا تتصرف من هذا المنطلق لذا تثق بها السودان.