قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس في معرض تعليقه على مجريات الحرب الروسية على أوكرانيا، إن الرئيس فلاديمير بوتين “خسر الحرب”، متوقعا أن تتقدم كييف في هجومها المضاد حتى تصل إلى مفاوضات تصب في مصلحتها.
يأتي ذلك فيما أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أوكرانيا استلمت بالفعل ذخائر عنقودية أرسلتها الولايات المتحدة، في إطار حزمة أمنية بقيمة 800 مليون دولار أعلنتها واشنطن مطلع الشهر الجاري بهدف ضمان عدم تمكن القوات الروسية من وقف الهجوم الأوكراني المضاد.
كما أعلن وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف، الخميس، أن الشركاء الأجانب لبلاده تعهدوا -خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأخيرة- بتقديم مساعدات عسكرية بأكثر من 1.6 مليار دولار لبلاده.
وكتب ريزنيكوف على تويتر -عقب القمة التي عقدت يومي الثلاثاء والأربعاء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس- “الاجتماعات في فيلنيوس كانت مثمرة للغاية”.
وأضاف “ستتلقى أوكرانيا مساعدات عسكرية بأكثر من 1.6 مليار دولار من الشركاء الدوليين”.
وذكر أن 7 دول قدمت حزم مساعدات عسكرية في فيلنيوس حيث أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سلسلة من الاجتماعات مع قادة أجانب.
تقدم جزئي
وفي آخر التطورات الميدانية، قال المتحدث باسم قيادة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف الخميس إن قوات بلاده حققت تقدما إضافيا جزئيا جنوب مدينة باخموت، مضيفا أن محاولات القوات الروسية اختراق دفاعاتهم في محاور ليمان وأفدييفكا ومارينكا في دونيتسك وكوبيانسك في مقاطعة خاركيف المجاورة باءت بالفشل.
في المقابل، ذكر موقع ريبار العسكري الروسي أن القوات الروسية سيطرت على مرتفعات مطلة على مدينة باخموت بعد هجوم مضاد وصفه بالناجح.
وضمن سعيها لمحاصرة القوات الروسية في باخموت، تشن القوات الأوكرانية هجمات للسيطرة على المرتفعات الإستراتيجية في بلدة كليشيفكا جنوب باخموت، لكنها تواجه مقاومة عنيفة من الجيش الروسي، وذلك وسط معارك كر وفر بين الطرفين على الأطراف الشمالية والجنوبية للمدينة التي سيطرت عليها قوات فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مايو/أيار الماضي.
وفي دونيتسك أيضا، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت محاولات لواءين أوكرانيين مهاجمة مواقع روسية في محور كراسني- ليمان.
كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت مخازن للذخيرة تابعة للجيش الأوكراني بصواريخ بعيدة المدى أُطلقت من البحر، مضيفا أن روسيا صدت 16 هجومًا أوكرانيًّا في محور دونيتسك خلال الساعات الماضية.
من ناحية أخرى، أفاد موقع ريبار الروسي بأن القوات الروسية اقتحمت بلدة تورسكوي شرق مدينة ليمان بين مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، أعلن الجيش الأوكراني أنه حقق مكاسب جديدة جنوب شرق مدينة أوريكيف، وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الروس يستمرون في “المقاومة القوية” وجمع الاحتياطات.
تلميح روسي
وفيما يخص اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لمّح الرئيس الروسي الخميس إلى احتمال أن تعلق بلاده مشاركتها في الاتفاق الموقع بوساطة أممية تركية، والعودة إليه عند تنفيذ الجزء المتعلق بمصالح موسكو منه.
وقال بوتين لقناة “روسيا 24” إن “هناك بعض الوقت للتفكير فيما يجب فعله”، لا سيما أنه تبقى يومان على انتهاء سريان اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
ولفت إلى أنه “لم تتم تلبية أي مطلب روسي” في اتفاقية تصدير الحبوب، واصفا الوضع بأنه “لعبة أحادية الجانب”.
وأضاف أنه يمكن لروسيا أن تمدد صفقة الحبوب فقط عندما يتم الوفاء بالوعود التي تم قطعها.
وتابع بوتين “يمكننا تعليق المشاركة في هذا الاتفاق. وإذا ما أكد الجميع أنه سيتم تنفيذ كل الوعود المقطوعة، فليفعلوا ذلك، وحينها سنعاود على الفور الانضمام لهذا الاتفاق”.
وذكر أن الأمم المتحدة تحاول بصدق حمل الدول الغربية على البدء بتنفيذ شروط اتفاق الحبوب.
ونفى بوتين المزاعم القائلة إن روسيا ستكون مسؤولة عن إثارة أزمة الغذاء، واتهم الدول “الغنية” بإفراغ أسواق الغذاء العالمية أثناء وباء كورونا لأنها تخشى حدوث نقص.
يشار إلى أن كلا من تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وقّعت في يوليو/تموز 2022 بإسطنبول، اتفاقية لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
وسمحت الاتفاقية التي تم تمديد العمل بها عدة مرات، آخرها في 18 مايو/أيار الماضي لمدة 60 يوما، بتصدير أكثر من 30 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا منذ أغسطس/آب الماضي، وفقا للأمم المتحدة.