صوّت قادة اتحاد الممثلين في هوليود للانضمام إلى كتّاب السيناريو في أول إضراب مشترك منذ أكثر من 6 عقود، ما أدى إلى إغلاق أستوديوهات الإنتاج في لوس أنجلوس بكاليفورنيا.
وبهذا الإجراء يدخل إنتاج المسلسلات والأفلام في هوليود مرحلة جمود كليّ مما من شأنه أن يؤدي إلى أسوأ شلل في القطاع.
وقال المدير التنفيذي لاتحاد نقابة الممثلين الأميركيين، إن الدخول في الإضراب هو الملاذ الأخير للعاملين في هذا القطاع في ظل تعثر المفاوضات مع شركات مثل “ديزني” (Disney) و”نتفليكس” (Netflix) و”أمازون” (Amazon).
وبدأ الإضراب منتصف ليل الخميس بتوقيت لوس أنجلوس، أي في السابعة من صباح اليوم الجمعة بتوقيت غرينتش بعد إخفاق المفاوضات مع الأستوديوهات ومنصات البث التدفقي.
وقالت رئيسة النقابة التي تنوب عن 160 ألف ممثل وعامل في التلفزيون والسينما فران دريشر “لم يكن لدينا خيار. نحن الضحايا. نحن ضحايا كيان جشع جدا”.
ويرفع كتّاب السيناريو والممثلون عددا من المطالب، من أبرزها الحصول على رواتب أعلى وتوفير ضمانات في حال تضرر عملهم نتيجة برامج الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، حذر رئيس شركة “ديزني” من أن إضراب الممثلين سيكون له تأثير ضار للغاية على الصناعة بأكملها وفق تعبيره.
لحظة تاريخية
ووصفت دريشر النجمة السابقة لمسلسل “ذي ناني” هذا القرار بأنه “لحظة تاريخية”. وأضافت “إذا لم نقف الآن.. فإننا جميعا معرضون لأن يُستغنى عنّا بالآلات والشركات الكبيرة التي تهمها وول ستريت أكثر منك ومن عائلتك”.
وبانضمام الممثلين إلى كتّاب السيناريو المُضربين أصلا منذ مطلع مايو/أيار الماضي، تشهد هوليود حركة احتجاجية مزدوجة لم يسبق لها مثيل (ضمن هوليود) منذ عام 1960.
ويطالب الممثلون وكتّاب السيناريو بتحسين رواتبهم التي باتت متدنية جدا في عصر البث التدفقي.
كذلك يسعون إلى الحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي سواء لكتابة نصوص السيناريو للأعمال، أو لاستنساخ أصواتهم وصورهم.
ويشكل إضراب الممثلين ضربة قاصمة للقطاع.
وأعرب تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية الذي تولى تمثيل الأستوديوهات ومنصات البث التدفقي في المفاوضات عن “خيبته الكبيرة” لفشلها. وانتقد بوب آيغر رئيس “ديزني” عبر محطة “سي إن بي سي” (CNBC) ما وصفه بمطالب “غير واقعية”.
أزمة وجودية
وستكون الحركة الاحتجاجية المزدوجة مؤشرا على أنّ هوليود تواجه الآن أزمة وجودية. وفي أواخر يونيو/حزيران، وقّع مئات الممثلين البارزين بينهم ميريل ستريب وجنيفر لورنس وبن ستيلر، رسالة تفيد بأنّ القطاع السينمائي يواجه “نقطة تحوّل غير مسبوقة”.
وأدى ظهور منصات البث التدفقي قبل نحو 10 سنوات إلى تسجيل انخفاض في الأجور التي يتلقاها الممثلون عن كل إعادة عرض فيلم أو مسلسل لهم.
ومن دون هذا الدخل الأساسي الذي يساعد العاملين في المجال السينمائي على الاستمرار خلال مرحلة الاستراحة بين عملين، يؤكّد عاملون كثر في السينما ليسوا من الممثلين أو الكتّاب أنّ مهنتهم غير مستقرة.
ولا يساهم التطور السريع للذكاء الاصطناعي الذي استخدمته “ديزني” أخيرا في تأليف الشارة الافتتاحية بمسلسل “سيكرت إنفايجن”، سوى بتعزيز المشكلة.