أكد تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي أن العلاقات مع الصين كانت ثاني أكثر المواضيع التي نوقشت في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعد مسألة عضوية أوكرانيا المحتملة في الحلف.
وذكر التقرير أن بيان الحلف كشف قلق الأعضاء من تعزيز الصين ترسانتها النووية وجهودها للسيطرة على المنطقة، إلى جانب قلقهم من تقارب بكين وموسكو، حيث ذكروا أن “الشراكة الإستراتيجية العميقة” بين الصين وروسيا “تتعارض مع قيم الناتو ومصالحه”.
وفي خطاب ألقاه عقب نتائج اليوم الأول للقمة، رفض الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ وصف الصين بـ”العدو”، مشيرًا إلى ضرورة استمرار الأطراف في التفاعل دون نفي التهديد الذي يشكله تنامي النفوذ الصيني على أمن أعضاء الحلف.
وأكد التقرير أن الدعوة التي وُجّهت لقادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا لحضور الاجتماع في العاصمة الليتوانية، مدفوعة بالخوف من نشوب صراع كبير في شرق آسيا في حال حاولت الصين ضم تايوان بالقوة.
ردّ الصين
وردا على بيان الناتو، قالت البعثة الدبلوماسية الصينية لدى الاتحاد الأوروبي إن البيان يشوّه سياسة الصين وسمعة البلاد، مبرزة أن الناتو يبحث عن ذرائع للتوسع في المحيط الهادي.
وقال تقرير نيوز ري إن ستولتنبرغ كان واضحا في دعوة دول الناتو لتكثيف التعاون مع الشركاء في آسيا من أجل مواجهة الصين، وهو ما أزعج بكين التي قالت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها وانغ ون بين إن حلف الناتو يطلق على نفسه منظمة إقليمية ومع ذلك يتجاوز النطاق الجغرافي التقليدي، ويسرع عملية توسعه في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
“تنسيق قتالي”
وأوضح نيوز ري أنه في اليوم الذي ألقى فيه ستولتنبرغ بيانه في العاصمة الليتوانية، وردت أنباء عن اعتزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة الصين في الخريف، بعد تلقيه دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ لحضور قمة “حزام واحد طريق واحد”، التي ستعقد في أكتوبر/تشرين الأول.
وقد صرّح السفير الروسي المنتهية ولايته لدى الصين أندري دينيسوف بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد في اجتماع مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفينكو، أن بكين تجهز لوصول بوتين.
وأوضح المحاضر الروسي في جامعة الصداقة مع الشعوب يوري تافروفسكي، أن زيارة الرئيس الصيني لموسكو في مارس/آذار الماضي يمكن اعتبارها “تنسيقا قتاليا”، مشيرا إلى تعدد زيارات مسؤولين كبار بالبلدين بعد قمة بوتين بينغ.
وبحسب تافروفسكي، فإنه عقب اجتماع أكتوبر/تشرين الأول المرتقب بين بوتين وشي جين بينغ، فإن “التنسيق القتالي” سيتسارع أكثر بحسب وتيرة تسارع أجندة الغرب المعادية للصين في شرق آسيا.
وأبرز ألكسندر لوكين المدير العلمي لمعهد الصين وآسيا الحديثة التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن بكين تتبنى أطروحة موسكو القائمة على أن توسع الناتو باتجاه الشرق هو الذي أدى إلى الصراع الأوكراني، وإن كانت بكين قد دعت إلى وقف الصراع في أوكرانيا والبحث عن حل سلمي للأزمة.
وكشف تقرير نيوز ري عن أن الصياغة الخاصة بافتتاح مكتب للناتو في طوكيو اختفت من مسودة البيان الختامي لقمة فيلنيوس، وحذفت الفقرة الخاصة بالمفاوضات مع اليابان بشأن هذه المسألة من البيان، بعد اعتراض فرنسا على فتح مكتب للحلف في العاصمة اليابانية.
ويعتقد الخبير السياسي الروسي كيريل كوكيش أن الامتناع عن فتح مكتب هو مسألة وقتية تعود إلى فشل الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية.