هل يصح لنا القول – اليوم – أن القاهرة أصبحت المتحدث الرسمي باسم القارة الأفريقية ؟ بالطبع: ظل تشابك أزمات العالم العالمية ؟ بالطبع:- نعم..
فالأزمة باتت تولد الأخرى ، وتتشابك الأزمات ، فأزمة كورونا تشابكت مع الأمن الغذائي والصحي والدوائي والصراع الروسي الأوكراني خلف أزمات عديدة ؛ تشابكت مع بعضها البعض ، فالتوتر السياسي تسبب في توتر في الأمن الغذائي – على سبيل المثال – المُهدد مسبقًا من قبل التغيرات المُناخية حتى باتت التحديات العالمية مُركبة للغاية .
ولكن لازالت الدولة المصرية تمتلك رؤية واضحة غير ضبابية و حلولا وأطروحات للحيال دون مزيد من المآسي البشرية ، ولكنها تلتزم جغرافيا وتاريخيا تجاه القارة الأم ، والتي باتت سفيرة لها في كل المحافل الدولية وذلك لأن أصبح لدى مصر كثير من المقومات التي تؤهلها لأن تكون لسان القارة الأفريقية وسفيرة نواياها الحسنة ، فمصر لديها كثير من الاستراتيجيات التي نضجت حيال قضايا هامة مثل محاربة الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف وهو واحد من أهم القضايا التي تعانى منها بلدان القارة الأفريقية ، كما أن لها باعا كبيرا في القضاء على الهجرة الغير النظامية ، لديها الخبرة الان في تحديد مشاكل الأمن الغذائي سواء في الزراعة أو التخزين ، في التعامل مع مشاكل ندرة المياه ، كما أصبحت مصر مؤخرًا همزة وصل بين القارة الإفريقية والغرب حيث تتمتع بمكانة سياسية قوية في المجتمع الدولي ولغة حوار راقية مع دول الغرب والتي من خلالها تبرز أهم قضايا القرن الافريقى والبلدان الأخرى مع إلزام الدول الغربية بشكل راق ٍ بتحمل مسؤولية ما أفسدوه وإلزامهم بالتمويل وجذب الاستثمار بل انتقائها ، فمصر سجلت أكثر دولة افريقية استطاعت جذب كثير من الاستثمارات في الفترة الأخيرة ، وهنا أكسب مصر خبرة في جذب الاستثمار ؛ ليس جذب الاستثمار الاجنبى بشكل عشوائي بل انتقاء ذلك الاستثمار ، فأفريقيا تحتاج إلى استثمار من نوع خاص لا يهدر مواردها ، ولا يضع شروطًا تقيدها ، بل استثمار يهدف إلى تعظيم مواردها وخلق فرص عمل لأبنائها ، أي؛ استثمار وليس استعمارًا اقتصاديًا من نوع جديد نظرًا لنُدرة الموارد في العالم أجمع الان، فضلا عن إيمان مصر بالعدالة المُناخية وبالإصلاح المؤسسي في إفريقيا وبضرورة تجديد آلية عمل الاتحاد الافريقى ، كما لا يمكن أن ننسى أن مصر بالفعل بدأت كثير من المشاريع التنموية في بلدان افريقية بسواعد وشركات مصرية.
كل تلك المقومات السابقة تعطى مصر الأحقية في أن تكون سفيرة للقارة الأم وتأتى قمة نيروبى في وقت حرج ودقيق من تاريخ العالم وهي قمة ذات طراز اقتصادي في المقام الأول ولكن تأتى أيضًا المشاركة المصرية بها متميزة للغاية وغير تقليدية كالعادة.