شهد نجع سند بقرية العليقات التابعة لمدينة قوص في محافظة قنا، انتشار مجموعة من الأعراض التي أصابت 250 شخصا، حيث أكد الأهالي انتشار المرض بين سكان القرية وتمثلت أعراضه في ارتفاع كبير بدرجة حرارة الجسم، وتكسير في العظام وقئ وصداع ودوخة، بينما تستمر هذه الأعراض لمدة 7 أيام، وأرجع البعض انتشار البعوض والحشرات سببًا لانتشار المرض، فيما رجّح آخرون حدوث تلوث في مياه الشرب.
لذلك تم أخذ عينات من مياه الشرب للتأكد من سلامتها، فيما تم إرسال وفد طبي للقرية لمتابعة حالة المصابين وتقديم العلاج اللازم لهم لحين التحقق من المرض الغامض في قنا، والوقوف على أسبابه.
فيما أصدرت وزارة الصحة أمس الأحد بيانا بعد إصابة 250 شخصا من أهالي قرية العليقات في قنا، موضحة أن الأعراض التي يعاني منها المرضى لا تشكل عَرضًا واحدًا، وجميعها تتراوح بين أعراض خفيفة الشدة، ومتوسطة لا تستوجب الحجز في المستشفيات.
وأكدت وزارة الصحة أن الأعراض المتشابهة تمثلت فيما يلي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- آلام في العظام.
- إعياء.
- تستمر هذه الأعراض بين 3 إلى 5 أيام، وهي أعراض مشتركة بين كثير من الأمراض مثل البرد والإنفلونزا والنزلات المعوية والحمى ينتشر الإصابة بها بالتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، وتختفي مع الراحة ومخفضات الحرارة، وشرب السوائل.
وأوضحت وزارة الصحة، أنه تم إرسال فرق الطب الوقي والعلاجي، والترصد الوبائي، لتقصي المعلومات حول المرض الغامص، وتم سحب عينات من المرضى، وعينات من البيئة.
حقيقة انتشار حمى الضنك
على صعيد آخر انتشرت أخبار في القرية، بأن المرض المنتشر في قنا حمى الضنك، وهذا غير صحيح، حسب ما قاله الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعية، مشددا على أن الذعر الذي أصاب المواطنين في قنا غير مبرر، ولا يوجد تأكيد لوجود حمى الضنك، والأعراض الموجودة تتشابه مع نزلات البرد والإنفلونزا الصيفية والنزلات المعوية، مشيرا إلى أن 100 مليون حالة من حمي الضنك تحدث سنويا في كل العالم، قد يتوفى منها حوالي 20 ألفًا فقط.
وأكد بدارن، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أنه من الشائع الإصابة بحمى الضنك في المناطق المدارية وشبه الاستوائية حول العالم، وتعود أسباب الإصابة إلى تغير المناخ، الذي تسبب في ظهور المزيد من الحالات فى المناطق التي يمكن أن يعيش فيها البعوض وانتشار البعوض الذي يحمل الفيروس، مشيرا إلى أنه لا يوجد لقاح فعال.
أعراض الإصابة بحمى الضنك
وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أنه توجد 4 أنواع من فيروس حمى الضنك، وتكسب العدوى بأحد الأنماط الوقاية من العدوى بهذا النمط لفترة طويلة، لكنها تكسب وقاية محدودة ومؤقتة من العدوى بالأنماط الأخرى، موضحا أن الأعراض تكون كالتالي:
- تبدأ حمى الضنك بشكل مفاجئ عادة مسببة الحمى، القشعريرة.
- والصداع الشديد.
- والألم عند تحريك العينين والتعب الشديد.
- آلام شديدة، وتورم في العقد الليمفاوية.
- قد يظهر الطفح الجلدي الذي يحمر الوجه لفترة وجيزة.
وأوضح أن هناك حمى الضنك النزفية وهي صورة أشد من المرض تتسبب في نزيف من الأنف والفم والجهاز الهضمي، تستمر الأعراض يومين أو ثلاثة أيام ثم تتراجع، ويشعر المرضى بالتحسن لمدة 24 ساعة عادة، وقد تحدث فى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات، والمناطق التي تنتشر فيها حمى الضنك، ويمكن أن تنجم حمى الضنك النزفية عن عدوى ثانية بفيروس حمى الضنك، ويتفاعل جهاز المناعة لدى المريض بشدة مع العدوى الثانية، ما يسبب تلفا بالأوعية الدموية.
طرق الوقاية من حمى الضنك
أما عن طرق الوقاية، شدد بدران على تناول كميات كبيرة من السوائل لتجنب حدوث الجفاف، والوقاية من لدغات البعوض والسيطرة على أعداد البعوض من الطرق الأساسية لمنع انتشار المرض، والعيش فى أماكن مكيفة، وغلق النوافذ والأبواب، وعدم الخروج ليلاً ومن الفجر حتى الغسق، وارتداء ملابس واقية بأكمام طويلة وسراويل طويلة وجوارب وأحذية، واستخدام مواد طاردة للبعوض، واستخدام الستائر والناموسيات، والحذر من أماكن تكاثر البعوض، وإزالة الماء الراكد حول البيوت وردم البرك والمستنقعات، وتنظيف الحاويات مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وتغطية حاويات الماء.
تطورات الوضع الطبي في قنا
وكشف مساعد وزير الصحة الدكتور عمرو قنديل، تطورات الوضع الطبي بقرية العليقات في محافظة قنا بعد الشكوى المتعلقة بظهور أعراض مرض غامض، موضحا خلال تصريحات إعلامية أنه لم يتم حجر أي حالة ولا يوجد حالات تحتاج حجزًا في المستشفيات، والعلاج متوفر في الوحدة الصحية ومن الغد ستكون هناك 3 قوافل طبية بتعليمات من الوزير، فضلا عن تواجد الأطباء بالوحدات الصحية، مؤكدا أن أعراض كل الحالات الموجودة بسيطة إلى متوسطة، وأغلب الحالات تشكو ارتفاع درجات الحرارة وآلاما بالجسد.
وتابع: أخذنا عينات من المياه والبعوض ويرقاته والصرف الصحي بالقرية، وفى الصيف تنتشر الأمراض المعدية كهذه الحالات، ولا داعي لأن نرعب الناس فهذا مرض مُعدٍ يحتاج علاجًا وراحة، كما يجب تغطية أي مياه يتم تخزينها داخل البيت حتى لا يتم إعطاء فرصة ليرقات البعوض بالتكاثر.