أفاد مراسل الجزيرة بأن طيران الجيش السوداني قصف أهدافا لقوات الدعم السريع شرقي النيل، في حين ردت عليها المضادات الأرضية. من جهة ثانية، سيطرت قوات الدعم على بلدة في إقليم جنوب دارفور، مما تسبب في اندلاع اشتباكات وعمليات نهب ونزوح جديدة.
كما قصفت الطائرات الحربية -أمس الاثنين- تجمعات لقوات الدعم السريع وسط مدينة أم درمان وجنوبها.
ونفذت المسيّرات التابعة للجيش ضربات على تجمعات للدعم السريع في منطقة “الجريف شرق” بالعاصمة الخرطوم، وشملت الضربات معسكر خولة التابع للدعم السريع بالعاصمة.
على صعيد آخر، أظهرت صور حديثة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال ترؤسه اجتماعا للقيادة العليا للقوات المسلحة في الخرطوم.
وكان آخرُ ظهور للبرهان أواخر الشهر الماضي اليوم الأول من عيد الأضحى.
في المقابل، قال رئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي إن الحرب التي تجاوزت 3 أشهر ضاعفت من معاناة السودانيين لا سيما في الخرطوم ودارفور.
وأضاف حميدتي أنه رغم الانتصارات التي تحققها قواته فإنه جاهز لقبول خيار الحل السياسي.
إقليم جنوب دارفور
من جهة ثانية، نقلت وكالة رويترز عن جهات تراقب الصراع في السودان -أمس- أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية سيطرت على بلدة في إقليم جنوب دارفور، مما تسبب في اندلاع اشتباكات وحدوث عمليات نهب وبدء موجة نزوح جديدة.
وتسببت اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش، بأنحاء بلدة كاس، في فرار نحو 5 آلاف أسرة، بعضها من مخيمات للنازحين، بحسب نظام تتبع تديره المنظمة الدولية للهجرة.
وأدت الحرب -التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع بالعاصمة السودانية- إلى تزايد النزوح والعنف بدافع عرقي في دارفور، وهو معقل قوات الدعم السريع، ويعاني الإقليم بالفعل من صراع طويل الأمد.
وكانت قوات الدعم السريع قالت -الأحد- إنها سيطرت على قاعدة للجيش في كاس، إذ استولت على مركبات وأسلحة وأسرت 30 جنديا في إطار الصراع الأشمل.
ونددت هيئة محامي دارفور -التي تراقب الصراع- بما وصفته بأنه هجوم على كاس من جانب قوات الدعم السريع أدى إلى حالات نهب وسرقة.
مئات آلاف النازحين
وقال مرصد نزاع السودان، ومقره الولايات المتحدة، إن “الدعم السريع” وقوات موالية نفذت هجوما مزعوما استهدف تدمير 26 مجتمعا قبليا على الأقل في إقليم دارفور، مما اضطر ما لا يقل عن 668 ألف مدني على النزوح منذ منتصف أبريل/نيسان.
وانبثقت قوات الدعم السريع من الجنجويد لتكون قوة قتالية ضخمة ومزودة جيدا بالعتاد، ولها وضع رسمي. وتقول إن أحدث حالات العنف ضد المدنيين في إقليم دارفور هو عنف قبلي، وإنها ليست طرفا فيه.
وأدت الحرب الحالية -التي اندلعت وسط خلافات بخصوص خطة مزمعة لتسليم السلطة للمدنيين- إلى نزوح أكثر من 3 ملايين، بينهم أكثر من 700 ألف فروا إلى دول مجاورة.
ويتبادل الجيش و”الدعم السريع” اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
ومع دخول المعارك شهرها الرابع، تخطت حصيلة اشتباكات السودان 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.