وفّر لنا العصر الرقمي الذي نعيشه العديد من وسائل الراحة التي لم تكن تحظى بها الأجيال السابقة، الآن يمكنك بنقرة زر واحدة الوصول إلى آلاف الكتب والمراجع التي كانت فيما سبق يتعذر الوصول إليها، يمكن حاليا مهاتفة أي شخص في العالم بل والتحدث معه بالصوت والصورة مهما بعدت بينكما المسافة.
ومع ذلك انتشار الإلكترونيات له جانب مظلم يؤثر على صحة كوكبنا بشكل كبير ويساهم في تغير المناخ والتدهور البيئي. يتكون كل هاتف ذكي من أكثر من 60 عنصرًا مختلفًا، العديد من هذه العناصر يتم تعدينها بطرق تضر البيئة وتتلفها وتساهم في زيادة البصمة الكربونية المؤدية إلى الاحتباس الحراري وبالتالي سيكون له آثار مستقبلية ضارة على كافة دول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، الطلب المستمر والمتزايد على أحدث الموديلات جعل متوسط عمر الهاتف الذكي في يد الشخص لمدة 2-3 سنوات فقط، وهو ما يعني أن ملايين الهواتف الذكية يتم التخلص منها سنويا، سواء في مكبات النفايات أو إعادة تدويرها بشكل غير صحيح.
يمكن تقليل تكلفة التطور التكنولوجي من خلال الهواتف الصديقة للبيئة وتجسد هذه النوعية من الموبايلات فكرة الاستدامة في عالم الاتصالات والوعي البيئي، غالبًا ما يتم تصنيعها من مواد معاد تدويرها أو من مصادر مستدامة ، ومصممة لاستهلاك طاقة أقل ولتكون سهلة الإصلاح.
تحاول كل المنظمات العالمية حاليا بما فيها الاتحاد الأوروبي والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا تقليل البصمة الكربونية وهو السبب الرئيسي بتبني السيارات الكهربائية، وهذه السياسة ستنتقل آجلا أم عاجلا إلى قطاع الهواتف الذكية أيضا سيكون المستقبل لمثل هذه النوع من الهواتف التي بالفعل قادرة على جذب شريحة كبيرة من المستخدمين خاصة وأنها سهلة الإصلاح وتعيش لفترات طويلة بعكس الهواتف العادية.
تستفيد الهواتف الصديقة للبيئة أيضًا من الطاقة أقصى استفادة ممكنة من خلال أنماط خاصة لتوفير الطاقة واستخدام مكونات موفرة للطاقة والبرامج المحسّنة، كما أن السمة الأكثر تميزا لهذه الهواتف هي قابليتها للإصلاح ، مع استبدال الأجزاء المعطلة بأجزاء أخرى جديدة، وتكون مصحوبة بقطع الغيار ودليل شامل للإصلاح.
إليك في السطور التالية أبرز الهواتف التي تنتمي لهذه الفئة:
Fairphone 4
فير فون 4 هو هاتف ذكي داعم لشبكات الجيل الخامس 5G مصنوع من مواد معاد تدويرها ومكونات من مصادر مستدامة، وهو مصمم خصيصا ليكون سهل الغصلاح واستبدال أجزاءه حتى من غير المختصين.
PinePhone
PinePhone هو هاتف ذكي يعمل بنظام Linux تم تصميمه ليكون مفتوح المصدر وقابل للإصلاح على غرار ما يقدمة فير فون، طورته شركة Pine64 المتخصصة في تصنيع أجهزة الكمبيوتر ومقرها هونغ كونغ ، وهو من الهواتف سهلة الاصلاح، يمكن إيقاف تشغيل LTE و GPS و Wi-Fi و BlueTooth وكلا الكاميرتين فعليًا. يأتي هاتف PinePhone مزودًا بنظام تشغيل يستند إلى Manjaro Linux باستخدام واجهة رسومية Plasma Mobile .
Shiftphone
Shiftphone هي علامة تجارية أنشأتها شركة SHIFT الألمانية وسياستها تتمحور حول تصنيع الهواتف الذكية الصديقة للبيئة الملتزمة بالمعايير البيئية كما تؤكد على مبادئ التجارة العادلة ، على غرار Fairphone بدلاً من استخدام مكثفات التنتالوم المصنوعة من الكولتان ، تستخدم المكثفات الخزفية في وسائل تصنيعها .
Teracube 2E
Teracube 2E هو هاتف ذكي متين مصنوع من مواد معاد تدويرها وبطارية تدوم طويلاً مع بطارية سعة 4000 مللي أمبير في الساعة قابلة للإزالة ويأتي مع ضمان 4 سنوات مع كاميرات ثنائية في اللوحة الخلفية وذاكرة وصول عشوائي 4 جيجابايت رام وسعة تخزين 64 جيجابايت روم قابلة للتوسع عبر كارت ميموري خارجي
من بين كل الشركات التي تقدم هواتف صديقة للبيئة من مواد معاد تدويرها تعد شركة “فير فون” هي الأفضل، تتألق Fairphone الهولندية بسبب التزامها الصارم بعوامل الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.
تركز Fairphone على المسؤولية البيئية ورفاهية العمال المشاركين في الإنتاج، كما تضمن الشركة قيام مورديها بدفع أجور مناسبة للعاملين وموافقة لمتطلبات المعيشة، مع توفير ظروف عمل آمنة ، مما يعزز القيمة الأخلاقية لهواتفهم، وبالتالي هدفها وقيمها مجتمعية بالأساس وأكثر بكثير من مجرد شركة تستخدم مواد معاد تدويرها.
يواصل طراز Fairphone 4 ، نفس الفلسفة القائم عليها الشركة، مصنوع من هيكل ألمنيوم معاد تدويره ، وغطاء خلفي من البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 100٪ ، وبطارية مكونة من الكوبالت والليثيوم من مصادر مسؤولة، مع معالج “كوالكوم” شريحة Snapdragon 750G ، وشاشة Full HD + مقاس 6.3 بوصة ، ونظام كاميرا متقدم ، مما يجعله منافسًا حيويًا في سوق الهواتف الذكية التنافسي.