أصيب ما لا يقل عن 18 شخصا في هجوم روسي على مدينة ميكولايف الأوكرانية الساحلية اليوم الخميس، كما تعرضت مدينة أوديسا لضربات روسية جديدة. وفي حين قتل شخص وتضررت 4 مبان في هجوم أوكراني بمسيّرة على شبه جزيرة القرم بعد يوم من اندلاع حريق داخل قاعدة عسكرية في هذه المنطقة، أعلنت روسيا المياه الواقعة جنوب شرقي وجنوب غربي البحر الأسود مناطق خطرة للملاحة، وأنها ستتعامل مع السفن المبحرة لأوكرانيا في البحر الأسود بوصفها “أهدافا عسكرية محتملة”.
كذلك كتب حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم على تطبيق تليغرام للمراسلة أن مبنى سكنيا مؤلفا من 3 طوابق أصيب في وسط مدينة ميكولايف، وأنقذت خدمات الطوارئ شخصين من تحت الأنقاض.
وكتب كيم في وقت سابق أن بعض الأشخاص قُتلوا، لكنه لم يقدم مزيدا من المعلومات في الرسائل التالية.
وقال سيرهي براتشوك -المتحدث باسم إدارة أوديسا- إن شخصين نُقلا إلى المستشفى بعد ضربة على أوديسا ألحقت أضرارا بمبنى وتسببت في نشوب حريق، مضيفا أن هناك أنباء عن وقوع ضربة أخرى خارج المدينة.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ ضربة واسعة بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة على مواقع للقوات الأوكرانية قرب أوديسا.
وقال الجيش الروسي في بيان له “خلال الليل نفذت القوات المسلحة الروسية مجموعة ضربات بأسلحة جوية بعيدة المدى موجهة بدقة ضد منشآت صناعية عسكرية وبنى تحتية للوقود ومخازن ذخيرة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية قرب مدينة أوديسا”.
وقالت الرئاسة الأوكرانية إن الضربة الروسية أمس الأربعاء استهدفت عمدا محطات الحبوب لتدمير إمكانية شحن الحبوب الأوكرانية، بينما نقلت وكالة رويترز عن وزير الزراعة الأوكراني أن الهجوم الروسي دمر 60 ألف طن من الحبوب.
مناطق ملاحة خطرة
وتعليقا على الضربة التي استهدفت أوديسا، قالت أوكرانيا إن هذه الضربة التي تأتي بعد 3 أيام من انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود -الموقع بين روسيا وأوكرانيا بوساطة أممية تركية- تثبت مجددا تعمّد موسكو خلق “أزمة جوع عالمية” ومحاولة إضعاف الحلفاء.
واعتبر أندري يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن من الضروري تشديد العقوبات على من يساعد موسكو للالتفاف عليها، مؤكدا أن حلفاء كييف وعدوها بحلول للأزمة.
وأضاف يرماك أن صيغة الرئيس زيلينسكي للسلام هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب، وأنه يجري العمل مع دول الغرب على فهم مشترك للصيغة.
وتابع بالقول إنه يجب أن تكون روسيا غير قادرة على شن حرب في المستقبل، ويمكن ضمان ذلك من خلال العقوبات الاقتصادية واستخدام أصولها لإعمار أوكرانيا.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية إن المياه الواقعة جنوب شرقي وجنوب غربي البحر الأسود تم إعلانها مؤقتا مناطق خطرة للملاحة، وذلك في أعقاب انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب.
وقالت الوزارة إنه سيتم التعامل مع جميع السفن المبحرة إلى موانئ أوكرانية على البحر الأسود باعتبارها تحمل شحنات عسكرية.
استهداف القرم
من جهة أخرى، قتل شخص وتضررت 4 مبان في هجوم أوكراني بمسيرة على شبه جزيرة القرم، حسب حاكم هذه المنطقة.
وقالت السلطات إن التحقيقات جارية للكشف عن أسباب الحريق الذي اندلع داخل قاعدة جوية في منطقة كيروفسكي شرقي شبه الجزيرة.
واتهم الكرملين الغرب بالتغاضي عما وصفه بالأعمال الإرهابية الأوكرانية.
وقتلت فتاة في هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية في شبه جزيرة القرم ليل الخميس كما ذكر الحاكم المحلي الذي عينته موسكو.
وقال سيرغي أكسيونوف على تطبيق تليغرام “في أعقاب هجوم شنته طائرة مسيرة معادية، تضررت 4 مبان إدارية (…) في شمال غربي شبه جزيرة القرم”، مضيفا “للأسف لم يمر (الهجوم) دون سقوط ضحايا، وقتلت فتاة”.
وتابع أن الفرق المختصة تعمل في مكان الهجوم، معبّرا عن تعازيه لذوي الفتاة.
ومنذ بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 تستهدف منطقة القرم باستمرار بهجمات لطائرات مسيرة جوية وبحرية.
مساعدات أميركية
وأعلنت الولايات المتحدة -أمس الأربعاء- مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار دولار تشمل منظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيّرة.
وتشمل الرزمة 4 منظومات دفاع جوي من طراز “ناسامز” مع ذخائرها، وصواريخ تاو المضادة للدروع، ومدافع عيار 152 مليمترا ومسيّرات، إضافة إلى أنظمة مضادة للمسيّرات وآليات مختلفة.
وقد أعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن بلاده تحتاج ما يصل إلى 300 آلية مدرعة و80 مقاتلة من طراز “إف-16” و10 منظومات للدفاع الجوي لتسريع وتيرة هجومها المضاد، معترفا في الوقت ذاته بأن هذا الهجوم سيكون “طويلا وصعبا”.
وقال بودولياك في تصريح صحفي “من دون أدنى شك، هذه العملية (الهجوم المضاد) ستكون بالغة الصعوبة وطويلة، وستستغرق وقتا طويلا”.