21/7/2023–|آخر تحديث: 21/7/202306:28 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، عن ثقته بضمان استمرار اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود الذي انتهى في 17 يوليو/تموز الجاري دون تجديده، من خلال محادثاته المتوقعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس/آب المقبل.
يأتي ذلك فيما رجح سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي “احتمال” إبرام اتفاق جديد لتصدير الحبوب بين موسكو وكييف إذا تمت تلبية المطالب الروسية.
واتهم فيرشينين الجانب الأوكراني باستخدام ممر البحر الأسود للحبوب لتنفيذ ما وصفها بـ”هجمات إرهابية”، مؤكدا أنه لا يمكن مواصلة جهود ضمان الأمن الغذائي إلا إذا كانت هناك نتائج بموجب اتفاقيات إسطنبول الموقعة في يوليو/تموز 2022 بين الطرفين الأوكراني والروسي برعاية أممية تركية.
وأضاف أن بلاده تعمل على طرق جديدة لتصدير الحبوب بعد انسحاب موسكو من الاتفاق في وقت سابق هذا الأسبوع.
أزمة غذاء عالمية
وكان الهدف من الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، هو الحيلولة دون وقوع أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بعمليات تصدير الحبوب بأمان من موانئ البحر الأسود بعد تعطلها بسبب الحرب.
وقال أردوغان -لصحفيين أتراك بعد وصوله من جولة إقليمية- “واثق بأننا سنتمكن من خلال مناقشة تفاصيل اتفاقية الحبوب مع السيد بوتين من ضمان استمرارية الاتفاق، وعلى الغرب التحرك في إطار تطلعات الرئيس الروسي”.
وأضاف “بداية سنجري اتصالا هاتفيا مع بوتين وفي حال زيارته تركيا في أغسطس/آب، سنناقش الاتفاق بالتفصيل معه، وأثق بأننا سنضمن استمرارية اتفاق الحبوب”.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن الرئيس التركي قام بعمل مهم في تأمين مبادرة نقل الحبوب، معربا عن أمله في أن يتمكن أردوغان من إقناع بوتين بأهمية المبادرة.
وكانت روسيا قد أكدت في وقت سابق أنها جاهزة للعودة إلى الاتفاق الذي سمح بتصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، إذا نفّذت مطالبها “بالكامل”، مشددة على أن العقوبات الغربية تعرقل تسليم صادراتها من المنتجات الزراعية والأسمدة.
تحذير أممي
من ناحية أخرى، قالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية اليوم الجمعة إن الهجمات الروسية على موانئ أوكرانيا في البحر الأسود تنطوي على “مخاطر بعيدة المدى على الأمن الغذائي العالمي ولا سيما في البلدان النامية”.
وأبلغت ديكارلو مجلس الأمن الدولي أن التهديدات المتعلقة بالاستهداف المحتمل لسفن مدنية في مياه البحر الأسود، من قبل كل من روسيا وأوكرانيا، غير مقبولة.
وقالت “يجب تجنب أي خطر لاتساع الصراع نتيجة لحادث عسكري في البحر الأسود -سواء كان مقصودا أو عارضا- بأي ثمن، لأن هذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة محتملة علينا جميعا”.
بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن الحرب في أوكرانيا “كان لها تأثير كبير على العالم” يتجاوز حدود البلاد وأن حجم الاحتياجات العالمية يفوق الموارد المتوفرة.
وحذر من أن ارتفاع أسعار الحبوب العالمية قد يدفع ملايين الأشخاص إلى الجوع، معبرا عن “خيبة أمله” من الانسحاب الروسي من مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
كما أشار إلى أن الضربات الروسية ضد مرافق الموانئ في أوديسا وغيرها ألحقت أضرارا بالبنية التحتية الأساسية لتصدير الغذاء.
حماية الموانئ
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حكومته مستمرة في العمل بشكل منظم لحماية الموانئ ومنشآت البنى التحتية ومخازن الحبوب التي خُصصت لمبادرة نقل الحبوب.
وأوضح بيان رئاسي أوكراني أن زيلينسكي بحث مع قادة الجيش والبحرية تحضير مجموعة من التدابير لمواصلة عمل ممر الحبوب.
وأشار البيان إلى أن زيلينسكي طالب وزارة الخارجية الأوكرانية باتخاذ إجراءات دبلوماسية لاستمرار اتفاقية الحبوب.
استهداف السفن
وردا على التحذير الذي وجهته أوكرانيا إلى السفن في البحر الأسود، ردا على إعلان موسكو السفن القادمة أو المتجهة إلى أوكرانيا أهدافا عسكرية مشروعة، اعتبر الكرملين تصريحات كييف “خطيرة”.
وأكد أن ما سماه تورط نظام كييف في الهجمات الإرهابية يمثل تهديدا للملاحة في البحر الأسود.
كما أعلن أن روسيا تعمل على إعداد توصيات لتخفيض نسبة الخطر أمام سفنها في البحر الأسود عقب تصريحات كييف، وأن موسكو ستبحث ما إذا كانت سفنها في المنطقة بحاجة إلى تغيير مساراتها.