أكد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو -اليوم الأحد- أنه يسيطر على قوات فاغنر رغم التوتر الذي تثيره لمينسك، كاشفا عن أن هذه القوات تريد الذهاب لبولندا، وهو من يمنعها من فعل ذلك.
وقال لوكاشينكو خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ إن عناصر المجموعة “يطلبون الاتجاه غربا، يطلبون مني الإذن للذهاب في رحلة إلى وارسو، إلى جيشوف (في بولندا)”، مضيفا “لكن بالطبع، أنا أبقيهم في وسط بيلاروسيا، كما اتفقنا”، قبل أن يتابع “نحن نسيطر على ما يجري (مع فاغنر).. مزاجهم سيئ”.
يذكر أن انتقال جزء من مقاتلي فاغنر إلى بيلاروسيا جاء بموجب اتفاق في أعقاب تمرّد مسلح قاده رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين على القيادة العسكرية في موسكو.
وفي أول قمة بين الحليفين الوثيقين منذ تمرد فاغنر يونيو/حزيران الماضي، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره البيلاروسي آخر تطورات حرب روسيا على أوكرانيا.
كما بحث الرئيسان خلال اللقاء “الشراكة الإستراتيجية والتحالف” بين موسكو ومينسك، وفق بيان نشره الكرملين في وقت سابق.
هجوم مضاد “فاشل”
في السياق ذاته، وصف بوتين الهجوم الأوكراني المضاد بالفاشل، مضيفا أن قواته دمرت عددا قياسيا من الأسلحة الأجنبية خلال الساعات الماضية.
من جهته، أشار الرئيس البيلاروسي إلى أن خسائر القوات الأوكرانية منذ الرابع من يوليو/تموز الجاري بلغت 26 ألف عسكري، محذرا من نية حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضم الجزء الغربي من أوكرانيا إلى بولندا، حسب تصريحه.
وأعلن بوتين تمديد محادثاته التي بدأت اليوم الأحد مع نظيره البيلاروسي، الحليف الوثيق لموسكو، وقال “لقد غيرت بعض خططي.. سنخصص يوما ونصف اليوم (لهذه المحادثات)”، وفق ما نقلت عنه وكالة تاس للأنباء.
وكانت مينسك أعلنت الخميس الماضي أن مقاتلي فاغنر الذين أُجبروا على مغادرة بلدهم إلى بيلاروسيا، يتدربون مع القوات الخاصة البيلاروسية.
وفي السياق ذاته، قال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان -أمام منتدى “أسبن” للأمن يوم الجمعة الماضي- إن مجموعة فاغنر لم تعد تقاتل في أوكرانيا في الوقت الحالي.
وكان رئيس المجموعة ظهر في مقطع فيديو -الأربعاء الماضي- وهو يقول إن مقاتلي فاغنر لن يواصلوا مشاركتهم في الحرب في أوكرانيا، وأمرهم بجمع قوتهم للمشاركة في عمليات بقارة أفريقيا.
ولعب مقاتلو فاغنر دورا رئيسا في الهجوم الروسي على أوكرانيا، لا سيما على خط الجبهة للسيطرة على باخموت (شرق أوكرانيا) التي أعلنت موسكو سقوطها بيدها مايو/أيار الماضي.
ويوم 24 يونيو/حزيران الماضي، حين بلغ النزاع ذروته مع هيئة الأركان العامة الروسية، احتلّ مقاتلو فاغنر مقرا للجيش في روستوف-أون-دون في جنوب روسيا لساعات وقطعوا مئات الكيلومترات باتجاه موسكو، في تمرّد وُصف من جانب الغرب بأنه هزّ أركان السلطة الروسية.
وانتهى التمرد في اليوم ذاته باتفاق ينص على مغادرة رئيسها يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا، وعُرض على مقاتليه الانضمام إلى القوات النظامية أو العودة إلى الحياة المدنية أو المغادرة معه إلى بيلاروسيا.