لاشك أن الجميع يسمع إن لم يكن يعرف أن الصلاة خير من النوم بكل أذان للفجر، لكن يظل السؤال هنا لماذا صلاة الفجر خير من النوم ؟، فهذه العبارة تعد من الجمل التي يسمعها الجميع في أذان الفجر فقط ، إلا أنها تظل أحد أسرار صلاة الفجر الخفية، التي نتعرض لها كل صباح ونسمعها في أذان الفجر ولا يعرفها الكثيرون، خاصة وأن وقت الفجر وصلاة الفجر من أكثر الأزمنة المباركة التي أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم – باغتنامها والفوز بنفحاتها العظيمة، وحيث ورد فيها كثير من النصوص النبوية الشريفة، ووصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم بالحرص عليها واغتنامهامن هنا يطرح سؤال لماذا صلاة الفجر خير من النوم ؟، لعل معرفة السبب تساعدنا على غلبة النوم.
لماذا صلاة الفجر خير من النوم
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صلاة الفجر في الإسلام لها مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة، وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى.
وأوضح “وسام”، فى إجابته عن سؤال «لماذا صلاة الفجر خير من النوم ؟، لماذا في أذان الفجر على وجه الخصوص يقول المؤذن الصلاة خيرٌ من النوم؟»، أن هذا الوقت وهو وقت الفجر مظنة النوم فزيدت فيها هذه الجملة، فضلًا عن أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم زاد هذه الجملة في أذان الفجر، فعلينا أن نلتزم بسُنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منوهًا بأن صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة، وقد قال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة».
أضاف أن صلاة الفجر هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، هي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وحرص السلف الصالح علي أدائها في وقتها ، ويطلق عليها صلاة الفجر وآخرون يسمونها صلاة الصبح وقد اجتمع أهل العلماء علي أنه لا فرق بين التسميتين فكلاهما صحيح ، وصلاة الفجر لا تختلف في الآذان عن كل الصلوات اللهم في عبارة “الصلاة خير من النوم” ،حيث قال أهل العلم إنها سنة عن النبي ،وآخرون ساروا علي درب مختلف ،فهناك من قال أن سيدنا عمر بن الخطاب قد زادها علي الآذان ،فيما ذهب البعض علي أن بلال مؤذن الرسول هو أول من نطق بها.
وتابع: أيا كان الموقف من هذه الكلمة “الصلاة خير من النوم “فإن الكثير منا لا يعرف لماذا الصلاة خير من النوم وما الأسباب التي دعت من أطلقوا هذه الجملة للتيقن من خيرية الصلاة في هذا التوقيت علي النوم والخلود للراحة، فالإجابة في خيرية النوم عن الصلاة وقت الفجر، لها أسباب عديدة منها أن النوم استجابة لنداء النفس والصلاة استجابة لنداء الله تعالي فضلا عن النوم موت والصلاة حياة ، والأسباب في توضيح خيرية الصلاة علي النوم عديدة منها أن النوم راحة للبن والصلاة راحة للروح فضلا عن أن المؤمن والكافر يشتركان في النوم بينما الصلاة لا يؤديها إلا المؤمن .
وأشار إلى أن السبب الأهم علي هذا الصعيد أن أهل الفجر فئة موفقة وجوهم مسفرة ضاحكة مستبشرة وأوقاتهم مباركة فإن كنت منهم فاحمد الله علي فضله وان لم تكن منهم فأدعو الله أن يجعلك منهم، بل أن صلاة الفجر نفسها لها مقام رفيع بين الصلوات مصداقا لقوله تعالي: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ» الآية 238 البقرة تؤكد الميزات العديدة لصلاة الفجر ، فما أجمل الفجر ؛فريضته تجعلك في ذمة الله ،وهل هناك أفضل من أن تكون في ذمة الرحمن وحمايته، فتشعر بالأمن والطمأنينة والسكون، قال صلى الله عليه وسلم “من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله” رواه مسلم.
ونبه إلى أن هذه الصلاة أيضا علامة فارقة بين المنافقين والمؤمنين ،فهي دليل للتبرؤ من النفاق، قال عليه السلام :” أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا”، من صلى الفجر فكأنما قام الليل كله، وأجر صلاة الفجر ليس ككل الأوقات فهو يعادل حجّة وعمرة وسنته خير من الدنيا وما فيها وقرآنه مشهود “إن قرآن الفجر كان مشهود” بشكل يحث المؤمنين علي أدائه بشكل منتظم حرصا علي فوائدها وسعيا لإغضاب الشيطان والتبرؤ من معسكر المنافقين .
صلاة الفجر
تعد صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول – صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
حكم صلاة الفجر
تعد صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا؛ دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله- تعالى-: «فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتابًا مَوقوتًا»، وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: «بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».