أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن الابتلاءات تأتى لترفع الدرجات، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «.. يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة» رواه الترمذي.
جاء ذلك في إجابته عن سؤال خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء يقول صاحبه: «تلازمني حالة من سوء التوفيق رغم كثرة استغفاري، ومحافظتي على الأمور الدينية، فهل هذا بلاء أم بسبب ذنب ما؟».
هل عدم التوفيق عقوبة من الله بسبب الذنوب ؟
وقال الدكتور مجدي عاشور لسائل: «طالما أنت تقوم بواجباتك الدينية والدنيوية، وحدث مشاكل فلا تقول عدم توفيق، فربما منعك الله فأعطاك، أي منع عنك شيئا سينتج عنه معصية، فهو بذلك يكون منعك فأعطاك، مناشدا السائل بالحمد والاستغفار».
وتابع: ابشر فالتوفيق هو أن يساعدك الله تعالى لما يرضيه وفيه خير لك، فأحيانا يكون الفقر ومنع المال خيرا للإنسان لأن الله تعالى يحبه».
صيغة استغفار تمحو جبالا من الذنوب
حثنا سيدنا رسول الله على كثرة الاستغفار فكان -صلى الله عليه وسلم- يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة، ووردت الكثير من صيغ الاستغفار التي وردت عن نبينا الحبيب ومنها:ما رود عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا»، رواه الترمذي حديث حسن.وقال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، أن قول النبى: «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم» صفة لله أو مدحا، وقوله «وأتوب إليه» أي أطلب المغفرة وأريد التوبة فكأنه قال اللهم اغفر لي ووفقني للتوبة.
وأوضح الإمام فى شرح الحديث، أن قوله –صلى الله عليه وسلم-«وإن كانت مثل زبد البحر» أي ولو كانت ذنوبه في الكثرة مثل الزبد محركة ما يعلو الماء وغيره من الرغوة، مضيفا أن المراد من قوله «وإن كانت عدد رمل عالج» هو موضع بالبادية فيه رمل كثير.
وأشار المباركفوري إلى أن في هذا الحديث فضيلة عظيمة ومنقبة جليلة في مغفرة ذنوب بهذا الذكر ثلاث مرات وإن كانت بالغة إلى هذا الحد الذي لا يحيط به عدد وفضل الله واسع.