أظهرت مقاطع فيديو -انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي- مشاهد صادمة لمهاجرين وسط الصحراء، عثر حرس الحدود الليبي عليهم وهم منهكون من العطش وفي حالة من الإعياء الشديد.
ونشر علي والي، أحد منتسبي اللواء 19 التابع لحرس الحدود الليبي، مشاهد مؤثرة لبعض المهاجرين الأفارقة، كانت السلطات التونسية أبعدتهم إلى الحدود الليبية، حسب قوله.
وأظهر الفيديو لحظات اقتراب عناصر الحرس الليبي من مهاجرة سقطت على الأرض، وبدأت في الصراخ بشكل مؤثر بسبب معاناتها العطش، حتى بادر عناصر حرس الحدود بمنحها الماء سريعًا.
وأظهر مقطع فيديو آخر سقوط مهاجر متأثرا بجروحه والعطش الشديد، وعلق والي بالقول “درجات الحرارة تفوق 50 مئوية.. الوضع مزر”.
2/1 فيديوهان صادمان جديدان – تم تصويرهما مساء أمس السبت 22 يوليو – للاجئين أفارقة مُبعدين من #تونس في اتجاه الحدود مع #ليبيا يصرخون من العطش والخوف الذي أنهكهم في صحراء قاحلة لا ترحم،يحاولون مقاومة لهيب الحرارة لكنهم ينهارون في النهاية من الإعياء بعد مشيهم مسافات طويلة. pic.twitter.com/3Qm1l3fxXV
— أحمد خليفة 🇱🇾 (@ahmad_khalifa78) July 23, 2023
وتبلغ درجة الحرارة حاليًا أكثر من 45 درجة في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس. ومن دون الماء، تبقى فرص المهاجرين في البقاء على قيد الحياة ضئيلة.
Humanitarian response ongoing at #Libyan-Tunisian border to address the needs of stranded migrants. @LibyaRC w/@UNICEFLibya provided drinking water, food and hygiene kits to approximately 400 migrants 1/4 #children in urgent need. Response scaled up w/ @IOM_Libya @UNHCRLibya @WFP pic.twitter.com/4lIVM8WKBu
— UNICEF Libya (@UnicefLibya) July 23, 2023
وأظهرت صورة أخرى أبًا منهكًا منهارًا على بطانية. ليس لديه أخبار عن زوجته وابنه اللذين فقدا في الصحراء، حيث ذهب حرس الحدود الليبيون للبحث عنهم ولكن من دون جدوى.
وقبل أيام، وثق مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي لحظة بكاء مهاجر أفريقي غير نظامي حزنا على زوجته التي ضاعت في الصحراء على الحدود بين تونس وليبيا.
كذلك تداول ناشطون صورة لجثة مهاجرة أفريقية مع ابنها كانا قد لقيا حتفهما في المنطقة الحدودية الواقعة بين ليبيا وتونس.
الذي أبلغ حرس الحدود عن جثة الأم وابنتها هو لاجئ عثرت عليه دوريات حرس الحدود في المنطقة الصحراوية الحدودية بين #ليبيا و #تونس قادما من تونس.
هاتان صورتان إضافيتان للأم وابنتها عند العثور عليهما ونقل جثتيهما لاحقا إلى الأراضي الليبية بعد إبلاغ النيابة العامة عن الجثتين 👇 pic.twitter.com/VpzCUD15Zf— أحمد خليفة 🇱🇾 (@ahmad_khalifa78) July 20, 2023
ويوم الجمعة الماضي، وجه الهلال الأحمر الليبي نداء عاجلا إلى المنظمات الإنسانية لمساعدة المهاجرين غير النظاميين الموجودين على الحدود بين ليبيا وتونس.
نستمر في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للمهاجرين على الحدود الليبية التونسية، بما في ذلك النساء والأطفال والرجال الذين يحتاجون للمساعدة الفورية. نعمل بجد مع منظمات إنسانية دولية لتلبية احتياجات المهاجرين
نحن لا نتوقف عن العمل لأن الإنسانية هي قيمتنا الأسمى والمهاجر هو إنسان.” pic.twitter.com/YxvZQ2jXVD— جمعية الهلال الأحمر الليبي (@LibyaRC) July 23, 2023
وقبل أسبوع، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية قيام جهاز حرس الحدود بإنقاذ عشرات المهاجرين غير النظاميين ممن “تم إبعادهم من قبل السلطات التونسية باتجاه المناطق الحدودية داخل ليبيا”.
ونشرت الداخلية الليبية آنذاك مقطع فيديو قالت إنه “توثيق لعملية إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من تونس باتجاه المناطق الحدودية داخل ليبيا”.
وأظهر الفيديو عشرات المهاجرين الأفارقة، بينهم نساء وأطفال، وهم في منطقة صحراوية خالية، قال بعضهم إنهم “تركوا من دون ماء أو غذاء”.
كما أظهر الفيديو نقل المهاجرين من الصحراء لأحد المراكز الليبية، وذلك قبل إعلان حرس الحدود الليبي -الثلاثاء الماضي- تسليمهم للمنظمة الدولية للهجرة تمهيدا لترحيلهم طواعية لبلدانهم.
ويعاني مهاجرون أفارقة غير نظاميين أوضاعا إنسانية صعبة على الحدود التونسية الليبية، وذلك بعد طردهم من منازلهم عقب اشتباكات بينهم وبين مواطنين تونسيين بمحافظة صفاقس (جنوب) على خلفية مقتل شاب تونسي.
ويوم 11 يوليو/تموز الجاري، شرعت السلطات التونسية في نقل نحو 400 من المهاجرين الأفارقة الموجودين على الخط الفاصل مع ليبيا إلى مراكز إيواء داخل محافظتي مدنين وتطاوين الجنوبيتين، وفق ناشطين حقوقيين وإعلام محلي.
ويوم 16 يوليو/تموز الجاري، أعلنت الرئاسة التونسية توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي حول “الشراكة الإستراتيجية والشاملة” بين الجانبين في مجالات، بينها تعزيز التجارة ومكافحة الهجرة غير النظامية بقيمة تزيد على 750 مليون يورو (نحو 834 مليون دولار).