بدأت اليوم الثلاثاء عملية سحب حمولة ناقلة النفط “صافر” المهجورة قبالة ميناء الحديدة غربي اليمن، من أجل تجنب كارثة بيئية، وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان “بدأت الأمم المتحدة عملية نزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم”.
وأضاف “تجري الآن عملية معقدة في البحر الأحمر لنقل مليون برميل نفط من السفينة صافر المتهالكة إلى سفينة بديلة”.
وأوضح غوتيريش أنه “في ظل غياب من لديه الاستعداد أو القدرة على القيام بهذه المهمة فإن الأمم المتحدة تدخلت وتحملت مخاطر تنفيذ هذه العملية الدقيقة”.
وذكر البيان أن العملية بدأت الساعة 10:45 صباحا بتوقيت اليمن (7:45 بتوقيت غرينتش).
ومن المتوقع أن يستغرق نقل 1.14 مليون برميل من النفط الخام إلى السفينة الجديدة أقل من 3 أسابيع.
وتأمل الأمم المتحدة أن تزيل العملية التي تبلغ تكلفتها 143 مليون دولار، مخاطر كارثة بيئية قد تتسبب بأضرار تقدر بنحو 20 مليار دولار.
ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة منذ سنوات من تعرض البحر الأحمر والساحل اليمني لمخاطر في ظل احتمال تسرب النفط من السفينة.
وتحمل صافر كمية من النفط تعادل 4 أضعاف ما تسرب في كارثة “إكسون فالديز” قبالة ألاسكا عام 1989.
وبسبب موقع السفينة في البحر الأحمر، فإن أي تسرب قد يكلف مليارات الدولارات يوميا إذ سيتسبب باضطرابات في مسارات الشحن بين مضيق باب المندب وقناة السويس.
وترسو صافر -التي صنعت قبل 47 عاما وتستخدم كخزان عائم- على بعد نحو 50 كيلومترا من ميناء الحديدة الإستراتيجي.
ولم تخضع السفينة -التي ترسو قبالة اليمن منذ أكثر من 30 عاما- لأي عمليات صيانة منذ 2015 جراء الحرب.
وحذرت الأمم المتحدة من تدهور كبير في حالة هيكل الخزان ومن تعرضه لخطر الانفجار.
وعلى مدى أعوام، عمل عدد قليل من أفراد طاقم السفينة على معالجة التسربات وإجراء إصلاحات صغيرة في ظل ضغط نفسي هائل لتفادي حصول تسرب أو انفجار.
عملية دقيقة
وفي مارس/آذار الماضي، اشترت الأمم المتحدة السفينة “نوتيكا” بهدف سحب الحمولة.
وبعد شهرين، صعد فريق خبراء من شركة “سميت سالفج” (SMIT Salvage) الخاصة التي تتولى عملية سحب النفط، على متن صافر لإجراء تقييم لوضعها وباشر الاستعدادات للعملية.
وقامت الأمم المتحدة قبل نحو أسبوع بعملية تسليم رمزية للسفينة “نوتيكا” إلى “شعب اليمن”، لكن شركة الشحن “يوروناف” (Euronav) ستواصل إدارتها نيابة عن الأمم المتحدة لمدة 6 أشهر على الأقل.
وحذرت الأمم المتحدة من أنه حتى بعد إتمام عملية النقل، سيظل خزان صافر “يشكل تهديدا للبيئة، بسبب الزيت اللزج الذي سيتبقى فيه وخطر انهياره المتواصل”.
ويتنازع طرفا النزاع اليمني ملكية النفط والسفينة “نوتيكا” التي سيتم تغيير اسمها ليصبح “اليمن”.
لكن رغم من ذلك، يرى البعض أن التقدم المحرز في قضية صافر مؤشر على احتمال إعلان هدنة طويلة الأمد في اليمن.
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد غريسلي إن حلحلة ملف صافر قد يكون مفيدا “لأنه ما إن يكون هناك مبادرة أو مشروع يجب أن تتعاون فيه كافة الأطراف، فإن ذلك يشكل مؤشرا إيجابيا يمكن الاستفادة منه والبناء عليه”.
وأضاف “لكن هناك الكثير من العمل الذي ينبغي إنجازه لإرساء السلام هنا، لا يزال هناك العديد من المسائل العالقة. قضية صافر بحد ذاتها لن تحل تلك المسائل”.
وتراجعت حدة المعارك في اليمن بشكل ملحوظ منذ الهدنة التي أعلنت في أبريل/نيسان 2022، رغم انتهاء مدتها بعد 6 أشهر.
وفي أبريل/نيسان من العام الجاري، زار وفد سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر صنعاء وأجرى محادثات مباشرة مع الحوثيين، مما أحيا الآمال بالتوصل إلى تسوية للنزاع.