ارتفع عدد الوفيات جراء حرائق الغابات في اليونان إلى 3 أشخاص، في حين أعلنت السلطات الجزائرية عن قرب انتهاء عمليات إخماد الحرائق التي اندلعت شمال وشرق البلاد، كما اعتقلت عددا من المتهمين بإشعال الحرائق.
وأودت حرائق الغابات التي اندلعت في الجزر اليونانية منذ الأسبوع الماضي بحياة 3 أشخاص حتى الآن، وحذر رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أمس الثلاثاء من أيام صعبة مقبلة في ظل تدمير الحرائق للمنازل، واضطرار السلطات إلى إجلاء أكثر من 20 ألف شخص في الأيام القليلة الماضية من منازلهم ومنتجعاتهم في جنوب جزيرة رودس.
وقال سلاح الجو اليوناني إن طيارين لقيا حتفهما عندما تحطمت الطائرة البرمائية “سي إل-215″، بينما كانت تحاول إخماد الحريق فوق جزيرة إيفيا إلى الشرق من أثينا.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة أمس الثلاثاء عن دعمه الكامل “للأبطال الذين يخاطرون بحياتهم في اليونان وفرنسا، وفي كل مكان، لمواجهة الحرائق”.
Engagé contre les flammes, un Canadair grec s’est écrasé sur l’île d’Eubée.
Nos pensées accompagnent les proches de l’équipage, leurs camarades et le peuple grec.
Soutien aux héros qui, en Grèce, en France, partout, luttent chaque été au péril de leur vie face aux incendies.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) July 25, 2023
وذكرت محطة “إي آر تي” الحكومية في اليونان أن جثة مربي ماشية يبلغ من العمر 41 عاما وكان مختفيا منذ يوم الأحد عُثر عليها محترقة في كوخ في منطقة يصعب الوصول إليها في جزيرة إيفيا.
ويكافح المئات من رجال الإطفاء تدعمهم قوات من تركيا وسلوفاكيا للسيطرة على النيران المستعرة على جزيرة رودس منذ يوم الأربعاء بسبب الطقس الحار واشتداد الرياح.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليونانية بأن المدعي العام في جزيرة رودس -إحدى أكبر جزر البلاد- فتح تحقيقا في أسباب الحرائق ومدى استعداد السلطات للاستجابة لها، وقالت إن نحو 10% من مساحة الجزيرة احترقت.
وطالت الحرائق أيضا جزيرة كورفو التي تم إجلاء نحو 2500 شخص منها قبل يومين.
الجزائر
وأعلنت السلطات في الجزائر في وقت متأخر أمس الثلاثاء قرب انتهاء عمليات الإخماد بشكل كلي، تزامنا مع بدء تحقيقات قضائية فيما إذا كانت هناك دوافع إجرامية وراء اندلاع الحرائق.
وأودت حرائق الغابات في الجزائر إلى وفاة 34 شخصا، بينهم 10 عسكريين، وإصابة العشرات، إلى جانب خسائر مادية كبيرة، حيث دمرت النيران آلاف الهكتارات من مساحات الغابات، وجرى إجلاء المتضررين من الحرائق وإيواؤهم في مناطق آمنة.
وقالت وزارة الداخلية أمس الثلاثاء إنه جرى إخماد 80% من الحرائق التي مست الغابات والأدغال والمحاصيل الزراعية بعدد من مناطق البلاد، وأن الجهود متواصلة للسيطرة على 13 بؤرة حريق في 7 ولايات.
#هام
السيد #ابراهيم_مراد، وزير الداخلية يجري زيارة معاينة ميدانية إلى المناطق المتضررة من #الحرائق مرفوقا بالمدير العام للحماية المدنية، للوقوف على عمليات إخمادها، وكذا معاينة حجم الخسائر المسجلة.
📍 أول محطة، كانت ببلدية #زبربر بولاية #البويرة pic.twitter.com/6rVVS2kcKB— وزارة الداخلية -الجزائر (@interieur_dz) July 25, 2023
وذكر مراسل الجزيرة في الجزائر أن فرق الإطفاء تكافح لإخماد الحرائق المتزامنة في ظروف مناخية صعبة جراء ارتفاع درجات الحرارة.
وقالت السلطات إن أكثر من 8 آلاف من عناصر الدفاع المدني و525 شاحنة من مختلف الأحجام تدخلت لمكافحة النيران، إلى جانب طائرات الإطفاء والمروحيات التي استؤجرت مؤخرا بالإضافة إلى قاذفة ذات قدرة عالية لإلقاء المياه على الحرائق.
وأدت الحرائق التي أججتها الرياح إلى إغلاق السلطات الجزائرية معبرين حدوديين مع تونس المجاورة.
وكشف النائب العام لدى محكمة بجاية (شمال شرق الجزائر) لزهر حمامدة، عن اعتقال 4 أشخاص منهم قاصران للاشتباه في تسببهم باندلاع حرائق الغابات التي شهدتها الولاية.
كما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أمس الثلاثاء أن السلطات في منطقة البويرة شمال شرقي البلاد أوقفت شخصين للاشتباه في تسببهما باندلاع حرائق الغابات، وأحيلا إلى قسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بإحدى محاكم المنطقة.
تونس
تواصل فرق الدفاع المدني وجهاز حراسة الغابات والجيش في تونس إخماد سلسلة حرائق اندلعت في عدد من الولايات، والتي زادت قوة الرياح من صعوبة السيطرة على انتشارها.
وقال الدفاع المدني إن فرقه سيطرت على الحريق الأكبر في منطقة ملولة بمحافظة جندوبة شمال غربي البلاد، موضحا أن الجهود مستمرة للسيطرة على حريقين آخرين.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في تصريحات إعلامية، إن حريقا نشب بجبل حمام بياضة في محافظة سليانة (شمال غرب)، وبسبب الرياح القوية طال الحريق منطقة تيبار في محافظة باجة (شمال غرب).
كما أفاد باندلاع حريق آخر في جبل غزالة بمحافظة بنزرت (شمال)، إضافة إلى سلسلة من الحرائق في منطقة شنني من محافظة قابس (جنوب شرق)، وفتحت السلطات التونسية تحقيقات أولية للكشف عن ملابسات اندلاع الحرائق، في ظل وجود شبهات بأن بعض الحرائق اندلعت بفعل فاعل بالنظر إلى تسلسلها الزمني.
وقال مدير الدفاع المدني بمحافظة جندوبة عادل العبيدي لوكالة الأناضول إنه لم تسجل خسائر بشرية جراء الحرائق في منطقته، غير أنه جرى إسعاف 170 مواطنا إلى المستشفى، بعد تعرضهم لحالات اختناق، وغادروا بعد تلقيهم العلاج اللازم.
دول أخرى
وطالت حرائق الغابات دولا أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط، ففي تركيا اندلعت حرائق في مدن مانيسا وكهرمان مرعش وأنطاليا جنوبي البلاد.
وفي سوريا، اندلعت حرائق غابات في المناطق الريفية المحيطة بمدينة اللاذقية الساحلية شمال غربي البلاد، واستخدمت السلطات طائرات مروحية عسكرية لمحاولة إخمادها.
وفي جزيرة قبرص، أعلن مسؤولون أمس الثلاثاء إخماد حريقا أتى على قرابة 20 هكتارا من الغابات وسط إحدى أطول موجات الحر في تاريخ الجزيرة.
وتسبب تطرف المناخ في يوليو/تموز الحالي في اضطرابات في جميع أنحاء الكوكب، بعد أن أدت درجات الحرارة القياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا إلى اندلاع حرائق غابات ونقص في المياه وزيادة حالات دخول المستشفيات بسبب الحرارة.