قبل أن يتولى الرئيس النيجري محمد بازوم الحكم، بخمسة أيام في أبريل 2021 تعرض لمحاولة انقلاب فاشلة كادت أن تقطع الطريق بينه وبين الرئاسة، وتكررت نفس المحاولة الفاشلة في مارس الماضي حينما كان بازوم في زيارة خارجية إلى تركيا، إلا أنه يبدو أن المحاولة الثالثة سيكتب لها النجاح بعدما حاصره جنود الحرس الرئاسي في قصره أمس الأربعاء، وإعلان الجيش دعم المحاولة الانقلابية.
وباتت النيجر في وجه العاصفة وتوالت بعد ذلك ردود الأفعال الدولية بشأن الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، الذي يتولى الحكم منذ أبريل 2021 في أول انتقال سلمي للسلطة في الدولة التي أعلنت استقلالها عام 1960.
ونرصد في التقرير التالي أبرز ردود الأفعال الدولية على الانقلاب في النيجر.
الأمم المتحدة تندد بالانقلاب
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، أمس الأربعاء أنه تحدث مع رئيس النيجر محمد بازوم المحتجَز لدى الحرس الرئاسي، معربا عن دعمه الكامل وتضامنه مع الرئيس النيجري وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأدان جوتيريش أي محاولة لتولي الحكم بالقوة، ودعا إلى احترام الدستور النيجري، بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ وطالبت بإطلاق سراح بازوم.
الاتحاد الأفريقي غاضب من “الخونة”
وكان الاتحاد الأفريقي أول الداعين للوقف الفوري للانقلاب في النيجر، وعبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى، فقي محمد، أمس الأربعاء، عن إدانته لهذه الأحداث ووصف الجنود المشاركين في الانقلاب بـ”الخونة”.
مصر تتضامن مع شعب النيجر
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانا أعربت فيه عن قلقها البالغ من تطورات الأوضاع في النيجر، مؤكدة على حرصها على سلامة واستقرار جمهورية النيجر الشقيقة والحفاظ على النظام الدستورى والديمقراطى فى البلاد.
وأكدت القاهرة تضامنها الكامل مع شعب النيجر الشقيق، داعيةً إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والحفاظ علي سلامة المواطنين.
الولايات المتحدة تهدد بقطع المساعدات
وفي نفس السياق، أعلنت الولايات المتحدة إدانتها للانقلاب النيجر، وهددت على لسان وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن بقطع المساعدات التي تقدمها بلاده للنيجر، مؤكدة أنها مرهونة بـ”الحفاظ على الديموقراطية” في النيجر، مضيفا في اتصال هاتفي أمس مع الرئيس النيجري محمد بازوم، الذي يحتجزه أفراد من الحرس الرئاسي، إن “الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية للولايات المتحدة مع النيجر تعتمد على الحفاظ على الديموقراطية واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان”، بحسب لبيان أصدرته الخارجيّة الأمريكية.
فيما ندد البيت الأبيض بالانقلاب ومحاولة تقويض عمل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في النيجر، أو قلب نظام الحكم، وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، في بيان: “ندعو عناصر الحرس الرئاسي على وجه التحديد لإطلاق سراح الرئيس بازوم، والامتناع عن العنف”.
وأضاف سوليفان أن البيت الأبيض يتابع الموقف لضمان سلامة المواطنين الأمريكيين هناك.
وساطة إيكواس
وبعد الإعلان عن الانقلاب في النيجر، توجه رئيس بنين باتريس تالون إلى نيامي لبذل جهود للتوسط في حل الأزمة التي تعصف بالنيجر.
وبنين والنيجر عضوان في التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا “إيكواس” الذي تترأسه حاليا نيجيريا، حيث عرج “تالون” على أبوجا لإجراء مشاروات مع الرئيس النيجيري بشأن الانقلاب.
فرنسا تدعم موقف الاتحاد الأفريقي
ونددت فرنسا في بيان للخارجية محاولات “الاستيلاء على السلطة بالقوة” في النيجر، وقالت وزيرة الخارجية الفرنسيّة كاترين كولونا أمس إنه “إنها تدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة وتنضم إلى دعوات الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من أجل استعادة سلامة المؤسسات الديموقراطية في النيجر”.
قلق كبير لدى الاتحاد الأوروبي
وأعرب جوزيب بوريل مسئول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي عن إدانته “أي محاولة لزعزعة الديموقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر”، معربا عن “قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي”.
ألمانيا تتبين المواقف
وفي بداية الأحداث في النيجر، أصدرت وزارة الخارجية الألمانية بيانا قالت فيه إن الوضع في نيامي غير واضح، بعد التواصل بين الوزرة والسفارة في النيجر، وفي نفس السياق، أكدت وزارة الدفاع الألمانية أنه من السابق لأوانه الحكم على الوضع هناك، لافتا إلى أن الجنود الألمان “آمنون في الوقت الحالي”، حيث يحتفظ الجيش الألماني بقاعدة عسكرية جوية في العاصمة.