أعلنت روسيا، اليوم الجمعة، أنها أسقطت صاروخين أوكرانيين على أراضيها، أحدهما أدى لإصابة 15 بجروح، في حين استمرت الهجمات المتبادلة بين الطرفين فيما ضغط القادة الأفارقة على بوتين لإنهاء الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، عبر تليغرام، إن “نظام كييف شن هجوما إرهابيا على منشآت سكنية في تاغانروغ مستخدما صاروخ دفاع جوي من طراز إس-200”.
وأضافت أن “الدفاعات الجوية الروسية رصدت الصاروخ الأوكراني واعترضته خلال تحليقه”، موضحة أن شظاياه “سقطت في أرض تاغانروغ”.
وأفاد فاسيلي غولوبيف حاكم منطقة روستوف، حيث تقع المدينة المذكورة التي تضم 250 ألف نسمة، بأن 15 شخصا على الأقل أصيبوا نتيجة انفجار بمقهى في مدينة تاغانروغ بمقاطعة روستوف جنوبي البلاد.
وتقع تاغانروغ على بُعد 50 كيلومترا من الحدود الأوكرانية، على الطريق المؤدية إلى ميناء ماريوبول، الذي احتلته القوات الروسية بعد حصار مدمر في 2022.
وأعلن الجيش الروسي لاحقا أنه أسقط صاروخا ثانيا قرب آزوف التي تبعد 40 كيلومترا شرق تاغانروغ، من دون أن يسفر ذلك عن ضحايا.
وقال نائب في مجلس الدوما الروسي إن عبوة ناسفة انفجرت في مصفاة نفط بمدينة سامارا جنوبي روسيا دون وقوع إصابات.
وتعرضت أجزاء من روسيا، وخاصة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، للقصف أو لهجمات بطائرات مسيّرة خلال الحرب المستمرة منذ 17 شهرا. وكانت منشآت الطاقة ومخازن الأسلحة أهدافا متكررة للهجمات.
هجمات وهجمات مضادة
ميدانيا، قال المتحدث باسم قوات الغرب في الجيش الروسي سيرغي زبينسكي، إن قواته نفذت هجمات على مواقع للقوات الأوكرانية في محور كوبيانسك.
وأضاف زبينسكي أن وحدة الدبابات والطيران الحربي الروسية نفذت عمليات هجومية على مواقع أوكرانية في مناطق بخاركيف.
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت 3 صواريخ، ونفذت 29 غارة جوية على الأراضي الأوكرانية، كما أطلقت أكثر من 70 قذيفة من راجمات الصواريخ، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضافت الهيئة أن قواتها سيطرت على قرية ستارومايورسك بمقاطعة دونيتسك، وتصدت لمحاولات تقدم روسية في ليمان بالمقاطعة نفسها، وأنها نفذت هجوما على محوري مليتوبول وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا.
زعماء أفارقة يلحون على إنهاء الحرب
من ناحية أخرى، ألح زعماء أفارقة اليوم الجمعة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يمضي قدما في خطتهم للسلام لإنهاء الحرب الأوكرانية وتجديد اتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية انسحبت منه موسكو الأسبوع الماضي.
ولم ينتقد الزعماء روسيا مباشرة، لكن كلماتهم في اليوم الثاني من قمة مع بوتين كانت أكثر اتساقا وقوة من تلك التي عبرت عنها الدول الأفريقية حتى الآن.
وجاءت كلماتهم كتذكير للرئيس الروسي بمدى عمق القلق الأفريقي من عواقب الحرب وتحديدا تأثيرها على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وقال موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لبوتين والزعماء الأفارقة في سان بطرسبورغ “يتعين إنهاء هذه الحرب، ولا يمكن أن تنتهي إلا على أساس العدل والمنطق”.
وأضاف “يتعين إنهاء الاضطرابات في إمدادات الطاقة والحبوب على الفور، كما يتعين تمديد اتفاق الحبوب لمصلحة جميع شعوب العالم، لا سيما الأفارقة”.
وذكرت رويترز في يونيو/حزيران الماضي أن الخطة الأفريقية وضعت سلسلة من الخطوات المحتملة لنزع فتيل الصراع تتضمن سحب القوات الروسية وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية الروسية من بيلاروسيا ووقف العمل بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال بوتين وتخفيف العقوبات.
ورحّب بوتين بالخطة لكن دون اكتراث كبير حين أرسلها الزعماء الأفارقة إليه الشهر الماضي، وقال اليوم الجمعة إن موسكو تحترم المقترح وتدرسه بعناية.
وقال رئيس جمهورية الكونغو، دينيس ساسو نجيسو، إن المبادرة الأفريقية “تستحق أشد اهتمام، ولا يتعين التقليل من شأنها. ندعو مرة أخرى بإلحاح إلى استعادة السلام في أوروبا”.
ودعا الرئيس السنغالي، ماكي سال، إلى “خفض التصعيد للمساعدة في إشاعة الهدوء”. وعبر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عن أمله في أن تؤدي “المشاركة والمفاوضات البناءة” إلى إنهاء الصراع.
بوتين يدافع
ودفع توالي الدعوات بوتين إلى التشبث بالدفاع عن موقف روسيا وتحميل أوكرانيا والغرب المسؤولية.
وفي رد على رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، قال بوتين إن روسيا “ممتنة لأصدقائنا الأفارقة لاهتمامهم بهذه المشكلة”، لكن كييف هي التي رفضت التفاوض بموجب مرسوم أصدرته بعد فترة وجيزة من إعلانه في سبتمبر/أيلول الماضي ضم 4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا جزئيا.
وحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القمة روسيا على تجديد اتفاق حبوب البحر الأسود الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها البحرية على الرغم من الصراع، قبل رفض موسكو تجديده الأسبوع الماضي.
وقال السيسي الذي تعتبر بلاده من المشترين الكبار للحبوب عبر طريق البحر الأسود، إنه من الضروري التوصل إلى صيغة لتجديد الاتفاق.
وأعاد بوتين ما قاله سابقا وهو أن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية كان نتيجة لأخطاء السياسة الغربية التي سبقت الحرب الأوكرانية بفترة طويلة.
وكرر بوتين قوله أيضا إن روسيا انسحبت من اتفاق البحر الأسود الأسبوع الماضي، لأنها لم تقدم الحبوب إلى أفقر الدول كما أن الغرب لم يلتزم بالاتفاق.