علامات قرب استجابة الدعاء في المنام والرؤيا المبشرة بالخير

علامات قرب استجابة الدعاء في المنام عديدة، فلقد أشار كبار المفسرين إلى أنه من الممكن أن يشاهد المرء دون النظر إلى حالته الاجتماعية بعض الأحداث في منامه تبشره باقترابه مما كان يتمنى وبقدرته على تحقيق أهدافه وطموحاته، حيث إننا عبر موقع منوعات سوف نوضح هذه الأحداث كما سنشير إلى أهم أسرار استجابة الدعاء وقبوله.

علامات قرب استجابة الدعاء في المنام

من المعروف أن تفسير الأحلام ما هو إلا من الأمور الاجتهادية التي من الممكن أن تصيب أو تخطئ أي لا يُمكن الاعتماد عليها بشكل كُلي حتى لا نشعر بالإحباط عندما تبوء بالفشل، ومع ذلك فلقد حاول كبار المفسرين أن تكون آرائهم أقرب للحقيقة وبالأخص بشأن الرؤى المتعلقة بالمصير وبتحقيق الأهداف مثل رؤية استجابة الدعاء في المنام، فلقد ذكروا علامات شائعة بعضها فعّال تؤكد على قرب استجابة الدعاء، إذ تمثلت أبرزها فيما يلي:

• سماع القرآن الكريم أو قرائته المنام قد تدل على احتمالية استجابة الدعاء، حيث ينبغي أن ينظر الرائي في الآية أو السورة التي يسمعها أو يقرأها ليتفكر بمعناها.
• صعود الجبل في المنام لا سيما إن كان يسيراً وسهلاً ووصل الحالم إلى قمته، وكذلك من رأى أنه يجلس على الجبل في الحلم بعد الدعاء فذلك قد يدل على الاستجابة، وبالأخص جبل عرفة وجبل الأربعين، والله أعلم.
• مشاهدة الدعاء في المسجد في الحلم فهي تدل على الإجابة، وكذلك دخول المسجد أو الوقوف ببابه.
• رؤية سقوط المطر في المنام بعد الدعاء ويُشترط ألّا يكون مع المطر ضررٌ أو أذى للحالم أو متاعه أو بيته وأهله.
• رؤية زيارة الكعبة المشرفة أو قبر الرسول – صلى الله عليه وسلم- ، والحج والعمرة، بالإضافة إلى لمس ستار الكعبة ولمس الحجر الأسود فضلًا عن شرب ماء زمزم.
• مشاهدة السحور في المنام بعد الدعاء، وذلك لقوله – صلى الله عليه وسلم- “ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى إلى السَّماءِ الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حينَ يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: مَنْ يدعوني فأستجيب له، مَنْ يسألني فأعطيه، مَنْ يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجرَ الفجرُ”.
• الصدقة والزكاة في المنام تشير أيضاً إلى الدعاء المستجاب.
• سماع الأذان في الحلم بعد الدعاء أو الاستيقاظ من النوم على صوت الأذان من رموز استجابة الدعاء، والله أعلم.
• ظهور الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المنام بعد الدعاء من مبشرات الاستجابة، حيث إن هذه الرؤية تدل على اقتراب الفرج والأمن من الخوف والنجاة من المحن.
• رؤية شخص يبشر الحالم باستجابة دعائه أو سماع صوتٍ يبشره، ويُشترط أن يكون المبشِّر من أهل الصلاح المعروفين.
• شروق الشمس في المنام ولكن ينبغي أن تطلع الشمس موضعها، وألا يكون نورها أو حرّها مزعجاً بالنسبة للحالم.
• الأسماء في الحلم إن كان في معناها ما يشير إلى البشارة، كمشاهدة اسم بشير أو بشر، وكذلك من شاهد من أسماء الأنبياء الذين اشتهروا باستجابة دعواهم، مثل زكريا وأيوب ويونس – عليهم السلام-.
• الصلاة في المنام تعتبر لا سيما قيام الليل في المنام عقب الدعاء، وكذلك رؤية صلاة الفجر، أو صلاة الاستسقاء وصلاة الخوف، وقيل إن الصلاة غير المفروضة في الحلم تعد أقوى بالدلالة على استجابة وقبول الدعاء مقارنةً بالفرائض، والله أعلم.
• مشاهدة الصحابة والأولياء الصالحين في الحلم بعد الدعاء، حيث ينبغي أن ينظر الرائي فيما يقوله له الصحابي أو الوليّ، وكذلك في العلامات الزمنية والأرقام.
• شرب الماء حتى الارتواء، وكان الماء عذباً لذيذاً فهذا يدل على الاستجابة ويُشترط ألا يكون من الماء في المنام ضرر أو فيه عكر.
• التسبيح في المنام رؤيا مبشرة بالاستجابة بأمر الله، وكذلك من رأى في حلمه أنه يحمد الله فهذا يرمز إلى استجابة الدعاء أو إلى أن الله سيمنحه الصبر إلى أن يحقق له ويستجيب ما دعاه لأجله، وذلك لقوله تعالى “دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [يونس، 10].
• رؤية ليلة القدر في الحلم بعد الدعاء تعد بشارة، وذلك لأنه قال تعالى “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” فمن رأى في منامه أنه يدعو في ليلة القدر كان هذا أقوى في الدلالة وبلا شك على استجابة الدعاء.

علامات استجابة الدعاء المستحيل

تعلمنا من قصة سيدنا زكريا – عليه السلام- أنه بالدعاء لا يوجد شيئًا مستحيلًا فلقد كانت امرأته عاقرًا وكان قد بلغ من العمر عتيًا ورزقه الله – عز وجل- بسيدنا يحيى، لذا فلا يجب عدم الثقة في رحمة الله والشعور باليأس، فلقد سلط مفسري الأحلام أيضًا الضوء على هذا الأمر من خلال الإشارة إلى وجود علامات أيضًا في المنام تدل على استجابة الدعاء المستحيل وهي كالآتي:

• مشاهدة الميت يعودة إلى الحياة مرة أخرى في المنام بعد الدعاء، فلقد اتفق المفسرين على أن رؤية الميت يعود إلى الحياة بصفة عامة في الحلم تدل على رجوع حقٍّ للحالم وذلك بعد يأس أو تحقيق رغبة كامنة بعد فقدان الأمل، والله أعلم.
• رؤية القدس والمسجد الأقصى في الحلم أيضاً تعد من الرموز التي تدل على استجابة الدعاء المستحيل، وذلك لأنها مسرى الرسول – صلى الله عليه وسلم-، وتعتبر الصلاة في المسجد الأقصى في الحلم من أقوى علامات استجابة الدعاء المستحيل.
• رؤية سيدنا أيوب – عليه السلام – في الحلم حيث تشير إلى أن أنَّ الله – عز وجل- يلهم الحالم الصبر على قضاء حوائجه إلى أن ينال ثمار صبره.
• ظهور الله – سبحانه وتعالى- في الحلم بعد الدعاء المستحيل، وينبغي العلم بأن الله لا يُرى على هيئة معلومة، بل يكون ضمير الحالم أنه رأى الله – عز وجل- في نومه وأنّه كلّمه، كذلك رؤية أسماء الله الحسنى في الحلم بعد الدعاء المستحيل، وخاصّة السميع والعليم والبصير والقدير، وكلها خيرٌ بلا شك في الرؤيا بعد الدعاء، والله أعلم.
• رؤية سيدنا يونس – عليه السلام- بعد الدعاء المستحيل، وذلك لقوله تعالى في سورة الأنبياء ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ(87)) [الأنبياء].
• رؤية السيدة مريم أم عيسى – عليهما السلام- في المنام وهي من أقوى علامات استجابة الدعاء المستحيل، وذلك لقوله تعالى ( قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ …) [مريم].
• الحديث في المنام مع الناس بالإشارة بعد الدعاء المستحيل فهو من أهم رموز الاستجابة، وذلك بالاقتداء بقصة زكريا عليه السلام ولقوله تعالى ( قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ..) [آل عمران، 41].
• ظهور سيدنا أيوب – عليه السلام- في الحلم بعد الدعاء المستحيل، وخاصّة بعد دعاء الشفاء من المرض والنجاة من المحنة، وذلك لقول الله – عز وجل- ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)) [الأنبياء].
• رؤية سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في المنام بعد الدعاء المستحيل.

سر استجابة الدعاء

إن من يدعو الله – عز وجل- مؤمنًا بقضائه وقدره يُستجاب له الدعاء، وذلك لقوله تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة، 186] إذ من الممكن تلخيص أسرار استجابة الدعاء في النقاط التالية:

• التسليم والإيمان واليقين، فالله – عز وجل- عند حسن ظن العبد به.
• طهارة النفس والنية وكذلك المعاملة والعمل في الحياة، وطهارة اللسان من الأذى والشر.
• الخشوع في الدعاء أي جعله نابعًا من القلب وليس بمثابة كلمات يرددها الإنسان بلسانه.
• الصبر في حالة إن تأخرت الإجابة لأن لله – عز وجل- في كل شيء حكمة خفية.