صارت نتيجة الثانوية العامة على الأبواب ، ولعل هذل ما يطرح السؤال هم هل الدعاء يغير القدر في الامتحان؟ أو بصيغة أدق هل الدعاء يغير نتيجة الثانوية العامة ؟، خاصة وأنه ورد في فضل الدعاء كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وأن الدعاء في ذاته عبادة، كما ورد في السُنة النبوية الشريفة كذلك ما يفيد في مسألة الدعاء يغير القدر ويرد القضاء، ولعل ما يزيد أهمية هذا السؤال أن القدر يتعلق أو يشمل النجاح في الامتحان وحيث إن نتيجة الثانوية العامة تعد من المسائل المصيرية، التي تشغل الطلاب وأولياء الأمور في هذا الوقت ومع قرب ظهور النتيجة ، وتجعلهم يتساءلون باستمرار هل الدعاء يغير القدر في الامتحان ؟ أو هل الدعاء يغير نتيجة الثانوية العامة ؟.
هل الدعاء يغير نتيجة الثانوية العامة
جاء عن هل الدعاء يغير نتيجة الثانوية العامة ؟، أنه ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء»، ففيه قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المقصود بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء» هو القضاء المُعَلَّق وليس المُبرَم المَحتوم، فإن القضاء نوعان: «المُعَلَّق والمُبرَم»، أما المعلق فليس معلَّقًا في علم الله تعالى، فالله عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، عِلمُه أزلي أبدي لا يتغيَّر، وهو بيد الملائكة وهذا النوع هو الذي يغيره الدعاء، وعن صحة حديث الدعاء يرد القضاء ، أضاف: «أما القَضَاءُ الْمُبْرَمُ أي المحتوم فلا يَرُدُّهُ شَىْءٌ، لا دَعْوَةُ دَاعٍ وَلا صَدَقَةُ مُتَصَدِّقٍ ولا صِلَةُ رَحِمٍ».
وبين في هل الدعاء يغير نتيجة الثانوية العامة ؟، أن القضاء الْمُعَلَّقُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ في صُحُفِ الْمَلائِكَةِ الَّتي نَقَلُوهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ. مَثلًا يَكُونُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم فُلانٌ إِنْ دَعَا بِكَذَا يُعْطَى كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لا يُعْطَى. وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا سَيَكُونُ مِنْهُ. فَإِنْ دَعَا حَصَلَ ذَلِكَ. وَيَكُونُ دُعاؤُهُ رَدَّ القَضَاءَ الثَّانِيَ الْمُعَلَّقَ، صحة حديث الدعاء يرد القضاء ، وتابع: وَهَذَا مَعْنى الْقَضَاءِ الْمُعَلَّقِ أَوِ الْقَدَرِ الْمُعَلَّقِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ تَقْدِيرَ اللهِ الأَزَلِيِّ الَّذي هُوَ صِفَتُهُ مُعَلَّقٌ عَلَى فِعْلِ هَذَا الشَّخْصِ أَوْ دُعَائِهِ. فَاللهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَىْءٍ بِعِلْمِهِ الأَزَلِيِّ. يَعْلَمُ أَيَّ الأَمْرَيْنِ سَيَخْتَارُ هَذَا الشَّخْصُ وَمَا الَّذي سَيُصِيبُهُ. وَكُتِبَ ذَلِكَ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَيْضًا.
و ورد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: « وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ »، ومعنى أنه لا يردُّ القدرَ إلَّا الدّعاءُ ؛ ليس المرادُ به القدرَ المحتوم، فالقدرُ الذي سبقَ علمُ الله بأنَّه يكونُ: لا يردّه شيءٌ، فإنما القدرُ الذي يردهُّ الدّعاءُ هو القدرُ المرتَّب الذي جعل الله لردِّه أسبابًا ومنها الدّعاء، فأبلغُ الأسباب لدفع المكروه مثلا الدّعاءُ، فهذا فيه تعظيم شأن الدّعاء وتأثيره في دفع المقدور ، فالقدرُ نوعان ؛ قدرٌ يعني قدَّر الله أنَّه لابدَّ أن يكون، وعلمَ أنَّه لابدَّ أن يكون، فهذا لا يدفعه شيءٌ لا دعاء ولا غيره، فالقدرُ الذي علمَ اللهُ أنَّه يكون ولابدّ، لا يردُّه شيءٌ، يعني أنه لا أسباب تدفعه ليس له أسباب، وفي هل الدعاء يغير القدر ، فهناك قدرٌ آخرُ مرتَّب على عدم الأسباب التي تدفعه، فهذا القدرُ لدفعه أسباب؛ وأبلغُها في الدَّفع هو الدّعاءُ، ويكون مِن قبيل الحصر الدّعاء، أو الذي يدلّ بالدَّلالة على فضل الدّعاء في دفع القدر ، فهي أقدارُ مرتَّبة على أسباب، والأقدارُ والأسبابُ تتدافعُ، كلّ الأمور الشّرعيَّة والعاديَّة كلّها فيها تدافع، فقدرُ الجوع يُرَدُّ بقدرِ الطَّعام والأكل والعطش والمرض كلّها فيها تدافع، والدَّافعُ والمدفوعُ كلّه مقدَّر.
هل الدعاء يغير القدر في الامتحان
فقد ورد عن هل الدعاء يغير القدر في الامتحان ؟ ، أن النجاح من الأقدار المُعلقة التي تتغير بالدعاء مثله مثل المرض ، كأن يكتب الله عز وجل على إنسان أن يُصاب بمرض ما، ثم يُرفع عنه المرض بسبب الدعاء، وكذلك الحال بالنسبة للنجاح في الامتحان، حيث إنه من المكتوب بالكتاب المسطور ، فعندما يدعو قد يختلف الكتاب المسطور، فمثلًا إذا مكتوب في الكتاب المسطور أن الطالب سوف يرسب في الامتحان، فدعا الله: “يا رب نجحني”، فوفّقه الله للإجابة ونجح، مخالفًا للكتاب المسطور الذي يعلمه الملائكة؛ لأن الدعاء قادر على أن يُغيّر ما في الكتاب، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم أنه سيدعو، ويعلم أنه سيتغير ما في الكتاب المسطور، ويعلم أنه سينجح.
وقال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، أنه قد ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – أن الدعاء يرفع القضاء، وهناك أقدارًا لا يغيرها الدعاء، حيث إن هناك نوعين من الأقدار أولها مُحققة والأخرى مُعلقة، موضحا أن الله سبحانه وتعالى قد قدر للإنسان قدرًا مُحققا وآخر مُعلقا.
وأوضح “ جمعة ” في إجابته عن سؤال : ( هل الدعاء يغير القدر في الامتحان ؟)، أن الأقدار المُعلقة هي التي تتغير بالدعاء، كأن يكتب الله عز وجل على إنسان أن يُصاب بمرض ما، ثم يُرفع عنه المرض بسبب الدعاء، وعن هل الدعاء يغير القدر في الموت ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والدعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، وإن البلاءَ لينزل فيتلقَّاهُ الدُّعاء فيعْتَلِجَانِ إلى يوم القيامة»، أي أن الدعاء والقضاء يتدافعان، و في رواية أخرى «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء -و(يعتلجان) أي: يتصارعان، فأيهما غلب أصاب»، أي أنه لو الدعاء أقوى يزيل القضاء، أما إذا كان القضاء هو الأقوى فإنه يقع، مشيرًا إلى أن هذا يتعلق فقط بالقضاء المُعلق وليس المُحقق.
وأفاد بأن الدعاء لا يغير علم الله، لكن قد يغيّر الكتاب المسطور الذي تطّلع عليه الملائكة، وقضاء الإنسان يكون على قسمين هما مبرم، ومعلق، و القضاء المبرم من قضاء الإنسان لا حيلة له فيه لأنه لا يتغير كما أن الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد وإذا أراد أن يكون شيئًا يقول له كن فيكون، وهو لا يُسأل عما يفعل ونحن نسأل عما نحن فاعلين.
وأشار في تحديده هل الدعاء يغير القدر في الامتحان ؟ إلى أن هناك قدرًا محتومًا .. قدرًا مبرمًا، قدرًا في علم الله سبحانه وتعالى، وعلم الله لا يتخلّف، وبما أن الله يعلم أن هناك دعاءً، والله يعلم -سبحانه وتعالى- أن هناك أحداثًا وهو يكتب الكتاب المسطور، وقد يخالف ما يحدث الكتابَ المسطور، لكنه لا يمكن أن يخالف علم الله القائم في نفسه الذي لا يطّلع عليه لا نبي مرسل ولا ملك مقرّب إلا بإذن الله، فعندما أدعو قد يختلف الكتاب المسطور، مكتوب في الكتاب المسطور مثلًا أني سوف أنجح في الامتحان أو أرسب في الامتحان، فدعوت الله: “يا رب أنجحني”، فوفّقني الله للإجابة ونجحت، مخالفًا للكتاب المسطور الذي يعلمه الملائكة؛ لأن الدعاء قادر على أن يُغيّر ما في الكتاب، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم أنني سأدعو، ويعلم أنه سيتغير ما في الكاتب المسطور، ويعلم أنني سأنجح.
وأضاف أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بين لنا أن القضاء المعلق يتغير بالدعاء المقبول عند الله عز وجل وله شروطه، ومن أبرزها أنه يكون مما أكل الحلال وأكل الحلال عند العلماء على رأيين الأول: ماله من حلال أي يكون خاليًا من أي تصرف مالي قد حرمه الإسلام كالرشوة والغش والرأي الثاني هو أن يكون الإنسان مطعمه من حلال بكونه أيضًا خاليًا من أي محرم كالميتة ولحم الخنزير أو الخمر، فإذا حرر الإنسان بدنه من كل محرم فإن الله -سبحانه وتعالى- يستجيب للدعاء، ويصعد به من الأرض إلى السماء، حيث قال الله تعالى «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» الآية 10 من سورة فاطر، وعن هل الدعاء يغير القدر في الزواج ، فإنه في أثناء صعود الدعاء إلى السماء يقابل القضاء فيعتلجان ويغلب الدعاء، صاعدًا ليغير الله محوًا للقضاء وإثباتًا بما في هذا الدعاء، طبقًا لاستجابته له.
إعلان نتيجة الثانوية العامة 2023
من المقرر أن يتم اعتماد نتيجة لثانوية العامة 2023 في الأيام المقبلة، حيث أعلن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن إعلان نتيجة الثانوية العامة 2023 سيتم في الأول من شهر أغسطس المقبل والذي يوافق بعد غد الثلاثاء، ومن ثم فلم يتبق سوى ساعات قليلة قبل بدء إعلان نتيجة الثانوية العامة 2023 ، وإعلان أسماء الطلاب الأوائل ، حيث يمكن الاستعلام عنها عبر المنصات الإلكترونية.